الإيمان بالله عز وجل يتضمن أساساً معرفة أسمائه وصفاته. ضمن رحاب الصفات الإلهية، يمكن تصنيفها إلى واجبات ومستحيلات بناءً على طبيعة تلك الصفات ومعناها بالنسبة لله تعالى.
الصفات الواجبية لله:
تلك الصفات الثابتة والملازمة لله سبحانه وتعالى وتجسد أعلى درجات الجمال والكمال. وهي تعكس جوهر الذات الإلهية ويمكن تقسيمها إلى عدة فئات:
الصفات النفسية:
مثل "الله" و"الإله" و"القدوس"، توضح كون الذات الإلهية قائمة بذاتها ولا تحتاج لأحد في وجودها.
الصفات السلبية:
تعبرعن نفي جميع الصفات غير المناسبة للعظمة والجلال الإلهيين. ومن أمثلتها القدم -أي انتفاء العدم قبل الوجود- والبقاء -وهو الانتفاء للعدم بعد الوجود-. كما تضمن أيضاً ملاذ الله عن الأحداث والحوادث، ونفيه للغنى المطلق وغير قابل للفناء. بالإضافة إلى الوحدة الفريدة لله سبحانه وتعالى وعدم وجود مثيل له في ذاته أو صفاتة أو أفعاله.
صفات المعاني والمعنويات:
تشكل هذه مجموعة كبيرة من الصفات المتعلقة بجوهر الذات الإلهية مثل الحياة والعلم والإرادة والقدرة والتكلم والسمع والبصر. تبرز هنا أهمية فهم القيمة الفلسفية لهذه الصفات بدلاً من محاولة تفسير معناها الدقيق نظراً لصعوبة إنسانياً الوصول لمفهوم الذات الإلهية.
الصفات المستحيلة لله:
هي صفات مستبعدة عقليا وشريعة من الناحية الإسلامية لأن ارتباطها بالمفاهيم المقترنة بالصفات الواجبة سيكون تناقضا واضحا. منها التأكيد بأن الله أحد وحده بلا ثاني، وبذلك فإن الموت ليس خصيصة بإمكانه التعرض لها لما يتميز به من حياة دائمة خالدة. وكذلك القدرة والأرادة حيث إنه غير مقيد بالعجز بحسب كيانه الخالص للقوة واستقلاليته المطلقة فيما يرغب فيه ويتخذ القرار بشأن أدائه للأفعال وفق مشيئة مطلقة. علاوة على ذلك، يعود العلم إليه بشكل حصري مما يعني استبعاد احتمالات الجهل عنه تماماً، بينما يبقى السمع والبصر دلائليه الغائبين عمّا قصرت عيناي قدرتي البصرية عنه. وقد تجلَّى أيضًا أنه قادر على الكلام دون انقطاع ومن ثم فهو بعيدا عن الشلل النطق الذي يعرف باسم "البكم". أخيرا، تتعلق حالة الحياة بالإرادة اللازمة لإنجاز العمل وعلاقة سبب السببية المؤدية لكل فعالية فعلية أخرى مرتبطة بالتخطيط الإرادوي الذاتي الخاص بالأمر العظيم. وهذا الطرح برُمته يؤكد على نقاوته المقدسة وتميز حكمته المجيدة وفرديته المطلقة برفعه فوق أي تشابه بشري قد يقوده البعض للتساؤلات حول مشابهتهم لشخصيتنا الربانية الراقية المنفرد بفروسيته الرحمانيّة المحضة .