حديث عن ترك الجدال وحكمه في الإسلام

في الحديث الشريف، يحذر النبي محمد صلى الله عليه وسلم من خطر الجدال، خاصة عندما يؤدي إلى الكذب أو الانتصار لنفس المرء حتى لو كان مخطئا. يعقد الرسول الك

في الحديث الشريف، يحذر النبي محمد صلى الله عليه وسلم من خطر الجدال، خاصة عندما يؤدي إلى الكذب أو الانتصار لنفس المرء حتى لو كان مخطئا. يعقد الرسول الكريم الوعد بوعد بيت في روضة الجنة لمن يسكت عن الجدال ولو كان محقا، ويتوسع الأمر ليصل إلى مكافأة البيت في مركز الجنة لمن يكف عن الكذب حتى في مقام المزاح، وأعلى المكافآت لبدر حسن الأخلاق.

يفسر خبراء الدين الإسلامي الجدال بأنّه محاولة لإفحام الآخر ونقده بطريقة مهينة ومسيئة، وهي سلوك منهي عنه بشكل واضح بالنص القرآني "ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير" [الحج:11]. بالإضافة إلى تحذيرات أخرى مثل مماراة السفهاء أو البحث عن المنافع الشخصية بدلاً من تحقيق العدالة والإرشاد الحقيقي.

يتم تصنيف أنواع الجدالات إلى قسمين رئيسيين:

الجدال المباح: هو ذلك النوع الذي يتم بهدف الدفاع عن الحق باستخدام الأدلة والحجج القائمة على العلم والمعرفة. مثال على ذلك مواجهة الخطأ بالإقرار بالحقيقة كما فعل الصحابي الجليل ابن عباس مع الخوارج خلال فترة حكم علي بن أبي طالب رضي الله عنهما. كذلك يمكن اعتبار دفاع الأئمة مثل الإمام أحمد عن المعتزلة وغيرهم مماثل لهذه الحالة.

الجدال المذموم: يحدث عندما تكون غاية الشخص معرفة الذات وتحقيق النفوذ أو الثروة وليس الوصول للحقيقة. وقد ورد ذكره ضمن بعض الآيات القرآنية الأخرى مثل قول الله عز وجل:"ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك". هذا النوع غير مرغوب فيه لأنه قد يقود إلى الفتنة والشقاق بين صفوف المسلمين.

لتجنب الوقوع ضمن دائرة الجدالات السلبيّة، ينصح الفقه الإسلامي باتباع مجموعة من التعليمات أثناء التفاوض أو المناظرة الدينية منها: التجرد من الانحيازات والعصبية الشخصية؛ احترام آراء الآخرين واحتمالية صوابيتها؛ تجنب رفع الصوت والاستخدام المؤذي للكلمات; الاستعداد للاستماع وفهم وجهة النظر المضادة ; التركيز على الموضوع الرئيسي لتجنب التقسيم الزائد للقضايا الصغيرة داخله؛ أخيرا وليس اخرا، هدف كل نقاش يجب ان يكون تفادي المشاكل وضمان خروج الجميع بنتائج تعزز السلام الداخلي والخارجي للأمة الاسلاميه .


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات