عدد أيام السنة القمرية: فهم الدورة الطبيعية للأشهر وطبيعة التقويم الميلادي

في رحلة البحث عن العدد الحقيقي لأيام "البيض"، والتي تُعرف أيضاً بالأشهر الهلالية حسب بعض الثقافات الإسلامية والعربية، نجد أنفسنا نواجه تقليدين مختلفين

في رحلة البحث عن العدد الحقيقي لأيام "البيض"، والتي تُعرف أيضاً بالأشهر الهلالية حسب بعض الثقافات الإسلامية والعربية، نجد أنفسنا نواجه تقليدين مختلفين: التقويم الغربي (أو التقويم الميلادي) والتقويم الشرقي (أو التقويم الإسلامي). يعتمد كل منهما على دورتين فلكيتين مختلفتين هما دوران الأرض حول الشمس والدوران القمري للجسم الفلكي الأقرب إلينا وهو القمر.

التقويم الميلادي العالمي يستند أساساً إلى مدار الأرض حول الشمس، ويحتوي على 365 يوماً في العام الاعتيادي مع إضافة يوم واحد كل أربع سنوات (يكون ذلك هو العام الكبيس). هذا النظام يؤدي إلى وجود ستة عشر شهراً بيضاء -أي غير كبيسة-. بينما يأخذ التقويم الإسلامي اسمه من مفهوم الشهر الهجري المرتبط بدورة اكتمال القمر، مما يعني أنه يحتوي عادةً على اثني عشر شهر هجري لكل منهم ما بين 29 و30 يوماً، إلا أن الكبيسة فيه تأتي مرة واحدة خلال عدة سنوات وليس سنوياً كما في التقويم الميلادي.

إذا نظرنا فقط للجانب الرياضي للموضوع، فإن هناك بإجمالي خمس عشرة فرصة لوجود أشهر بالتقويم الميلادي تتراوح مدتها بين ٢٩ و٣١ يوماً. ولكن عندما نتعمق أكثر لنرى هذه الفرص ضمن سياق الزمن الفعلي، يمكن اعتبار فبراير خاصة أنها أقصر الأشهر بمعدل ١٥ يوماً عامياً وأحياناً ۲۹ أو۳۰ في السنوات الكبيسة هي أولى الأمثلة الواضحة على "الأشهر البيض". وبذلك نقول إن عدد الأيام التي يمكن وصفها بأنها بيضاء بناءً على أصغر طول لها وفقا للتقويم الغربي يصل حوالي ١٤٠ يوم على أقل تقدير داخل دائرة زمنية محددة تمتد عبر سنة كاملة. لكن يجب التنبيه هنا بأنه عند استخدام مصطلح "أبيض" فيما يخص التاريخ والأرصاد الجوية قد يحيل إلى المعاني المختلفة المتعلقة بحالة الطقس وغيرها من المجالات ذات الصلة.

وفي نهاية المطاف، يبقى الجدول البيضاوي للتأثيرات البشرية والثقافية والتاريخية مرتبط بشكل وثيق بكيفية تعامل المجتمع البشري عبر القرون مع دورات الطبيعة وعلاقتها بالإنجازات الإنسانية ومواكبتهم لتغييرات الكون الكبير.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات