أم كلثوم بنت عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، الشهيرة باسم "أم البنين"، هي واحدة من أشهر النساء في تاريخ الإسلام والنسب الشريف. كانت ابنة عم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأختها الصغرى عائشة زوجته وزوجة علي بن أبي طالب كرم الله وجههما. هذه المرأة العزيزة تركت بصمة واضحة عبر حياتها الطويلة والمليئة بالأحداث، والتي تتجلى فيها عدة صفات بارزة.
كانت أم كلثوم معروفة بحسن الخلق والأدب العالي. وقد ذكرت العديد من الروايات أنها كانت تتمتع بقدر كبير من الحكمة والعقلانية. كما أنها اشتهرت بتدينها القوي وتقواها لله عز وجل. كان لها دور مهم في تقديم الدعم المعنوي لزوجها علي بن أبي طالب أثناء فترة خلافته، خاصة خلال الفترات الصعبة التي مر بها المسلمون بعد وفاة النبي.
بالإضافة إلى ذلك، فقد امتازت أم كلثوم بشجاعتها الواضحة وبسالها. إنها لم تخش أبدا الوقوف أمام الظلم والدفاع عن الحق مهما كانت العقبات كبيرة. هذا واضح بشكل خاص عندما اتخذت موقف ضد حكم ابن زياد في قضية حرمان الإمام الحسين رضي الله عنه من حق الوراثة.
أما التأثير التاريخي لأم كلثوم فهو لا يقل أهمية عن شخصيتها نفسها. فهي تعتبر رمزاً للنساء المؤمنات اللواتي لعبن دوراً حيوياً في ترسيخ دين الإسلام وتعزيز قيم العدالة والشجاعة بين المسلمين. تُعتبر أيضاً نموذجاً يحتذى به لكل امرأة تسعى لتحقيق توازن بين المسؤوليات الأسرية والعمل العام بكل نجاح وتميز.