كلمة التوحيد، التي هي "لا إله إلا الله"، هي أساس العقيدة الإسلامية. تعني هذه الكلمة نفي الإلوهية عن كل ما سوى الله، وإفراده سبحانه بالعبادة والمحبة والتعظيم. إنها الكلمة التي من أجلها أرسل الله رسله وأنزل كتبه.
تتطلب كلمة التوحيد عدة شروط أساسية: العلم، اليقين، الإخلاص، الصدق، والعمل بمقتضياتها. العلم هنا يعني فهم معنى الكلمة بقلوبنا، بعد أن نطقنا بها بألسنتنا. اليقين يعني اليقين التام بها دون شك أو ريب. الإخلاص ينفي عن الله الشريك، والصدق ينفي عنه صفة النفاق. العمل بمقتضياتها يعني أداء الواجبات لله وحده، وقبولها عند الدعوة إليها، وعدم ردها تكبراً أو تعصباً.
تُعرف كلمة التوحيد أيضاً بأسماء عديدة في القرآن الكريم، مثل العروة الوثقى، والكلمة الطيبة، وكلمة التقوى، وكلمة الله العليا، ودعوة الحق، والكلم الطيب، والقول الثابت، والطيب من القول.
يُقسم التوحيد إلى ثلاثة أقسام رئيسية:
- توحيد الربوبية: يتضمن إيمان العبد بأن الله هو الخالق والرازق والمدبر، وأنّه المستحق للعبادة والدعاء والاستغاثة وغيرها مما لا يجوز إشراكه فيه.
- توحيد الألوهية: يتطلب إفراد الله سبحانه بالعبادة دون شريك، والدعاء له وحده، والاستغاثة به وحده.
- توحيد الأسماء والصفات: يتعلق بإيمان العبد بأن الله تعالى متصف بالأسماء والصفات العليا، دون شبيه أو مثل أو نظير له.
هذه الأقسام الثلاثة تشكل معاً جانب الإيمان بالله الذي نسميه التوحيد. فتوحيد الربوبية مستلزم لتوحيد الألوهية، وتوحيد الألوهية متضمن لتوحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات شامل للنوعين معاً.