شهر رجب، أحد الشهور الحرم التي يحظر فيها القتال بحسب التعاليم الإسلامية، له مكانته الخاصة أيضًا فيما يتعلق بالعبادات الشخصية. يعتبر العديد من المسلمين هذا الشهر فرصة لزيادة الأعمال الخيرية والصلاة والصوم كاستعداد للشهر الكريم رمضان. هناك اعتقاد شائع بين بعض الجماعات الدينية بأن الصيام خلال أيام معينة في رجب قد تكون لها ثواب خاص؛ هذه الاعتقادات غالبًا ما تستند إلى الحديث النبوي الشريف ولكنها ليست جزءاً من العقائد الرسمية للإسلام.
أحد هذه الأيام هو يوم البيعة، وهو اليوم الثامن عشر من رجب حسب التقويم الهجري. يُقال إن النبي محمد صلى الله عليه وسلم اختار هذا اليوم لتجديد البيعة مع أصحابه بعد حادثة الفتنة الأولى في المدينة المنورة. وفي حديث رواه الإمام مسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن لي عند ربّي دعوةً مستجابةً، أدفع بها عن أمتي يوم القيامة". ومن هنا جاءت العادة لدى البعض بصيام هذا اليوم لما فيه من فضل كبير وثواب جميل.
كما يستحب أيضاً صيام تسع ذي الحجة والتي تشمل يوم عرفة، إلا أنه يمكن اعتبار ذلك استعدادا لرمضان وليس شرطًا حصريا لهذا الشهر بالتحديد. ومع ذلك، فإن الفضل الكبير يعود لصيام كل يوم من أيام السنة بشكل عام بما في ذلك تلك الموجودة ضمن شهور محددة مثل رجب وشوال وذو الحجة وغيرها.
في الختام، بينما ليس هناك دليل قطعي يؤكد على ضرورة الصيام في ايام معينة من رجب، فإنه يعتبر خطوة جيدة نحو تهيئة القلب للنفحات الربانية في شهر رمضان المبارك. إنها فرصة للتطهير النفسي والجسدي والاستعداد بشكل أفضل لاستقبال البركات المتدنية من الله سبحانه وتعالى أثناء الصوم والإمساك عن الطعام والشراب طيلة نهار شهر الرحمة والغفران - رمضان.
