تعتبر اللحية مشروعة ومستحبة في الشريعة الإسلامية، حيث أكد العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية على أهميتها ووجوب عناية الرجال بها. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "أنكحوا الأكفاء، وصلوا الوتر قبل النوم..." الحديث رواه أبو داود وابن ماجه. وفي حديث آخر، يدعو رسول الله إلى إعفاء اللحى وعدم حلقها، قائلا: "أنهكو الشوارب، وأحلوا اللحى".
وقد اختلف الفقهاء حول حكم حلق الذقن بشكل محدد، ولكن غالبية العلماء اتفقوا على حرمة حلق اللحية بالكامل. فالشافعية يرون أنه مكروه شديد إذا تم حلق اللحية أو تقصيرها بشكل كبير. أما الحنفية والحنابلة والمالكية، فهم يرون تحريم حلق اللحية تمامًا، بينما يسمح البعض منهم بمبالغة بسيطة في قصها دون حلقها. ويؤكد هؤلاء الفقهاء على ضرورة إبقاء اللحية وفق معنى "قبضة اليد"، وهي عبارة تشير إلى كمية الشعر التي يمكن للإنسان التقاطها بيده.
في المقابل، هناك آراء تفضل ترك اللحية دون قيود، معتمدين على قاعدة عامّة تدعو إلى إبقاء اللحية طويلة وغير مقتصدة، بشرط عدم تجاوز حدود الأدب والتزيّن الزائد غير المستحب شرعاً. ضمن هذه الرؤية العامة، هناك عدة أمور مستحب تجنبها فيما يتعلق بالحفاظ على اللحية وإعفائها، مثل خضابها للسواد لتحقيق مصالح دنيوية كاذبة، أو التصرفات البديعة المتعلقة بصياغة وصنع شكل خاص للحية بطريقة متكلفة ومعقدة، والتي قد تؤدي للشعر الخفيف أو الشيب فيها أيضاً.
وفي الختام، فإن حرص المرء على إعفاء لحيته هو عمل محمود للغاية، وذلك بناءً على تعليمات الدين الإسلامي الواضحة بشأن الموضوع.