العفو في الإسلام: فضائل ومكانة

العفو خلق رفيع يرتقي به المسلم إلى مقام الفضل، وهو من الصفات التي حث عليها الإسلام ورتب عليها الخير الكثير والثواب الجزيل عند الله تعالى. الإسلام يدعو

العفو خلق رفيع يرتقي به المسلم إلى مقام الفضل، وهو من الصفات التي حث عليها الإسلام ورتب عليها الخير الكثير والثواب الجزيل عند الله تعالى. الإسلام يدعو إلى التسامح والعفو عن المخطئ، ويرى أن العفو عن الناس يعفو الله عنه. هذا ما أشار إليه القرآن الكريم بقوله تعالى: "وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ* وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ" (فصلت: 34-35).

العفو ليس مجرد تنازل عن حق، بل هو مقام رفيع لا يصل إليه إلا الصابرون. فالمسلم الذي يعفو عن الناس يعفو الله عنه، وهذا من حيث العموم. أما إذا كان المخطئ مرتكباً لحد من حدود الله تعالى، فإنه إذا بلغ السلطان فلا يجوز له أن يعفو عنه. العفو عن الناس يعكس إيمان المسلم بقضاء الله وقدره، ويظهر كرمه وجوده.

ورد في نصوص الوحي سؤال العفو من الله تعالى مقيدا بأوقات مخصوصة ومطلقا غير مقيد بوقت. ففي سورة البقرة، يقول المؤمنون الصادقون: "رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ" (البقرة: 286). وفي صحيح مسلم، أن الله تعالى قال: "نعم" عندما قال المؤمنون ذلك.

كما يمكن للمسلم أن يسأل العفو من الله تعالى عند الصباح والمساء، كما ورد في حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه: "لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح: اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم أني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي".

وفي سنن الترمذي وغيره، عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اسألوا الله العفو والعافية فإن أحدا لم يعط بعد خيرا من العافية".

العفو عن الناس يعكس إيمان المسلم بق


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات