يشكل كتاب "الجواب الكافي"، الذي ألفه الإمام العالم ابن القيم اليافعي، واحدة من الأعمال البارزة في مجال دراسة النفس البشرية وسبل التقرب الروحي نحو الخالق عز وجل. يعكس هذا العمل رؤية شاملة لمحمد بن أبي بكر بن أيوب الدمشقي، عالم مسلم بارز ولد سنة 691 هـ ومات سنة 751 هـ. يتميز الكتاب بشهرة واسعة تحت تسميات متنوعة مثل "الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي" أو "الداء والدواء". الأستاذ الأكاديمي الشهير محمد أجمل الإصلاحي هو الذي قام بإعادة طبعه مؤخرا.
كان سبب تأليف الكتاب نتيجة لسؤال طرح من قبل مستفتٍ يشكو من مشكلة ما، يُفترض بأنها مرتبطة بالعشق غير المشروع حسب تفسيرات ابن القيم. يدور محتواه الرئيسي حول طرق التعامل مع الهيام المحظور، سواء كانت الوقائية أو العلاجية. قسم الكتاب بشكل منهجي إلى خمسة أقسام رئيسية تتضمن دعوة للتوجه لله بالتضرع والاستجابة الثابتة لدعوات المؤمنين الذين يؤمنون بوعد ربهم. كما يستعرض أيضًا ضرر المعاصي وكيف تؤثر سلبيًا ليس فقط على حياة المرء الدنوية وإنما الأخروية أيضا. ويتناول بعد ذلك النقاش بشأن العقوبات المختلفة للأفعال المختلفة وفق منظور شرعي عميق. وفي الجزء الأكثر تحديداً, يستكشف كيفية مواجهة عشق القلب الغير مشروع. ويبدو أنه المكان المناسب لتوضيح نقطة مهمة جداً هي أن هناك فرق واضح بين النوع الشرعي والمباح والعاطفة المتحررة وغير القانونية التي قد تحمل جوانب نفسية وعقلية خطيرة. لذلك، ينصح ابن القيم بالأمانة تجاه الذات والثبات أمام الرغبات الشخصية. بالإضافة إلى ذلك، يقدم تحليل نقدي لبعض المفاهيم الخاطئة المرتبطة بهذا الجانب من الحياة الإنسانية مما يساعد القرّاء فهم طبيعتها الحقيقية بدلاً من التصورات الجمالية الجمالية المغلوطة والتي غالبًا ما تكون خاطئة. وهذا يسلط الضوء مرة أخرى على التفاصيل المقدسة المنظمة للحياة اليومية داخل المجتمع المسلم.