تتناول الآية الكريمة "ثم السبيل يسره" من سورة عبس (الآية 20) موضوع تيسير الله سبحانه وتعالى للسبيل أمام الإنسان. يوضح المفسرون أن "السبيل" هنا يشير إلى طريق الحق والباطل، حيث يسهل الله على الإنسان معرفة الفرق بينهما.
يقول ابن عباس في رواية عطاء وقتادة والسدي ومقاتل: "يسره للخروج من بطن أمه". وهذا يشير إلى تيسير الله لعملية الولادة. كما يرى مجاهد أن الآية تعني تيسير طريق الخير والشر، أي بين الله للإنسان طريق الخير وطريق الشر. ويؤكد هذا التفسير قوله تعالى في سورة الإنسان: "إنا هديناه السبيل"، وفي سورة البلد: "وهديناه النجدين".
ويضيف الحسن وعطاء وابن عباس أيضاً في رواية أبي صالح عنه أن "السبيل" هنا يعني سبيل الشقاء والسعادة. أما ابن زيد فيرى أن "السبيل" يشير إلى سبيل الإسلام.
ويشير أبو بكر بن طاهر إلى أن الله يسر على كل أحد ما خلقه له وقدره عليه، مستنداً إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "اعملوا فكل ميسر لما خلق له".
وبالتالي، فإن الآية الكريمة تؤكد على رحمة الله وتيسيره للسبيل أمام الإنسان، سواء كان ذلك في عملية الولادة أو في معرفة طريق الحق والباطل أو في اختيار طريق الخير أو الشر.