يعتبر حكم قراءة الفنجان من المواضيع الهامة بالمجال الشرعي، إذ أكد علماء الدين الإسلامي أنه من الأعمال المحرمة والمعاصي الكبيرة. تعتبر قراءة الفنجان نوعا من أنواع التنجيم والكهانة والسحر، مما يجعلها عمل غير مقبول لدى المسلمين.
إن أساس التحريم لهذا العمل مستمد من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي تؤكد على خطورة اتباع هذه الأفعال. يقول الرسول الكريم: "من أتى كاهناً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوماً" (رواه مسلم). وهذه الآية تشير بشكل واضح إلى شدة وخطورة مثل تلك التصرفات.
كما ذكر العديد من علماء الدين الإسلامي بارزين، مثل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله، أن قراءة الفنجان بالإضافة إلى الأمثال الأخرى كالطباعة اليدوية والتنجيم هي جزء من "علوم الجاهلية"، والتي حذرنا عنها القرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
ويرتكز التحريم أيضاً على مبدأ آخر مهم وهو غيبية المعرفة. وفقاً للإيمان الإسلامي، فإن الله سبحانه وتعالى هو وحده العالم بكل ما يحدث أو سيحدث، وبالتالي، فهو فقط مصدر الحقائق النهائية. لذلك، فإن ادعاء القدرة على معرفة المستقبل بواسطة وسائل بشرية مثل الفنجان أو النجوم يعتبر كذباً وخداعاً للناس. حتى لو حدثت تنبؤات دقيقة بسبب الصدفة، كما قد يفعل البعض عبر نقل معلومات من عالم الجان، فهي ليست نتيجة لعلم حقيقي بل مجرد صدفة عرضية.
على الرغم من اختلاف التفاصيل والأمثلة الدقيقة حول كيفية تطبيق هذا الحكم، إلا أن جوهر المسألة يبقى ثابتاً: قراءة الفنجان وغيرها من الطرق المشابهة تعتبر أعمالاً مشينة وتقع تحت بند الإفساد في الأرض بدون سبب مشروع. إنها تهدد بتضييع الناس وتعميق الظلام العقائدي بدلاً من تقديم الضوء والإرشاد نحو الطريق الصحيح نحو الله.