بناء المساجد يعد إحدى أعمال البر والخير العظيمة في الإسلام، والتي يحظى صاحبها بتكريم كبير وثواب جزيل من الله تعالى. قال سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: "إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين" [التوبة:18]. هذا الوصف الرشيق يشير بكل وضوح لأهمية المساجد وكرم المكافأة الروحية للأفعال المرتبطة بها.
وفي حديث نبوي شريف، يؤكد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم على هذه القيمة العالية عندما يقول: "من بنى لله مسجدا ولو مثل مفحص قطاة -أي كفاء بيت صغير للقطعة عند وضع البيض- بنى الله له مثله في الجنة". وفي تفسير ذلك الحديث، يلفت الشيخ النووي الانتباه نحو الجانبين البارزين للعرفان المتعلق ببناء المساجد: أولها، الثواب الجزيل لعامل الخير الذي سيؤول اليه ببركة منزلاً مشابهًا في جمال وسحر جناته، ثانيها الاعتراف الخاص بإعطاء قدر أعلى للمساكن الإنسانية أثناء حياتنا هنا على أرض الواقع مما هي الحال بالنسبة لمساحات المحبة المقدسة خلال رحلة الحياة الأخرى.
بالإضافة لذلك، يدعو الحديث آخر إلى مشاركة الأفراد في عملية التعزيز الديني لهذه المواقع الخاصة، مستندًا بذلك لكلمة حضرة المصطفى -صلى الله عليه وسلم-: "من بني لله مسجدا ولو كتلة واحدة -وهذا التشبيه يستلزم الفئة الصغيرة جدًا-. سيبنيه الله عز وجل كيادًا لها في ملكوت سمائيته."
تتميز دور عبادة المسلمين بمكانت خاصة تحترم وتمارس احتضان كافة جوانب حياة المؤمنين تحت مظلتها الواسعة. فهي موطن لإقامة الشعائر الدينية اليومية، قوة دفعة للدفاع عن الحقوق المكتسبة بحسن إدارة المنظمات الاجتماعية، مركز تجمع لنشر المعارف والمعارف الجديدة عبر جلسات تدريس علمية منتظمة وغير منظمة للتوجهات المستقبلية لشرائح المجتمع المختلفة بما فيها أفراده وأسرهم وعامة الناس أيضًا. إنها علامة بارزة تشهد للسماء بحضور أتباع العقيدة الإسلامية الأصيلة وسط زحمة تضارب العالم الخارجي وضجيجه الملحق بهذه الحياة الدنيوية المضطربة دائماً.
ومن المهم التأكيد أنه وعلى الرغم من غزارة فضائل الطاقة المبذولة لبناء وحفظ تلك الأماكن مقدسة ومباركة لدى مؤيديها المشجعين بشدة، الا ان النظام القانوني الثقافي قد وضع حدود بدنية واضحة حول نقوش وديكورات داخل محيطاتها الخارجية الداخلية وذلك لحماية رواق كل راغب بالتقرب أكثر قربًا منه باتجاه ذوات الذات ذاتها الأعلى سعياً لتحقيق سعادة الخالدين يوم القيامة. وبالتالي فان استخدام مواد ثمينة كالذهب والفضة غير مرغوب كون وجودهما مناف للإتجاه العام للحياة التقشفية العمومية المسيطرة لدينا الآن وللحالة المقترنة باستقلالية الملكيات الشخصية الشخصية المعدومة حالياً ضمن مجتمع يسوده العدالة والتراحم الاجتماعي الأخلاقي متساميًا فوق طبقات الفقراء المحتاجين إليهما بالفعل أكثر بكثير حتى ممن لديهم نظريات اقتصاديات السوق الحر المفتوحة التجارية العالمية الليبرالية الحديثة الراهنة!
وهكذا يتمثل هدف حملات تنظيف وصيانة وصيانة مواضع الطهارة وفق الضفاف المرسخة سابقاً كمساعي حسن تنمية مدركات المجتمع المدني داخليا وخارجيا بغرض تجنب الغلو واتباع نهج معتدل تربوي بطريقة هداية اكثر هدوء واستقرار ونظام جمالي فاخر يسمو بجوار رؤية جديدة لدورة طبيعية نموذجية توازن بين عناصر الطبيعة الجمالية والمثقفون المثقفون المفكرين حيال الأمر برُمته فيما بين أهل الاختصاص والحكام والقضاة المختصون بالحفاظ على حقوق الانسان المادية والمعنوية بشكل عام.