كان كعب بن مالك, المعروف أيضًا باسم أبو بشير, رجلاً ذا شأن كبير في تاريخ الإسلام. ولد في قبيلة الخزرج, إحدى القبائل العربية الشهيرة التي كانت لها دور فعال في نشر الدعوة الإسلامية. اشتهر كعب بمشاركته الفعالة في العديد من الغزوات تحت قيادة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم, بما فيها غزوة بدر وغزوة أحد.
في عام 631 ميلادي, خلال غزوة تبوك, لم يحضر كعب رغم أنه كان قادرًا جسديًا وحازما. هذا الحدث جعله موضع انتقاد شديد من قبل المجتمع المسلم آنذاك. لكن ما يجعل قصة كعب فريدة حقًا هو الصدق الشديد الذي أظهره حين اعترف بخطئه أمام النبي صلى الله عليه وسلم. ادعى البعض أنه فعل ذلك بسبب المرض, ولكن كذب قصته أثبت عدم صدقيته. ومع ذلك, عندما واجه الحقيقة, اعتراف بكل شجاعة بأنه اختار النوم على العطاء والتضحية بالنفس في سبيل الدين.
هذه الرواية المؤثرة حول توبته هي التي ذكرت في سورة التوبة الآيات 117-122 من القرآن الكريم: "وعلى الثلاث الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه". وبعد الاعتراف والصراحة في الكشف عن خطأه, تاب كعب, وهو الأمر الذي وعد به الله سبحانه وتعالى بالرحمة والنعم.
توفي كعب بن مالك حوالي العام 50 للهجرة النبوية عند وفاة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب. عاش حياة مليئة بالتحديات والكفاح الديني الحقيقي. وعلى الرغم من مخالفاته, ظلت روحه الطيبة وشدة إيمانه مثالاً يحتذى به للأجيال القادمة.