تعدّ آية "غير المغضوب عليهم" من الآيات البارزة في سورة الفاتحة، وهي الآية الثالثة من السورة المباركة. هذه الآية تحمل معاني عميقة ورسائل مهمة للمؤمنين.
في تفسير هذه الآية، يقول الإمام الطبري رحمه الله: "يعني الله تعالى بقوله: {غير المغضوب عليهم} الذين غضب عليهم الله بسبب كفرهم وعنادهم، وهم اليهود والنصارى. وبقوله: {ولا الضالين} يعني الذين ضلوا عن طريق الحق بسبب اتباعهم لغيره، وهم المشركون."[1]
ويضيف الإمام القرطبي رحمه الله: "المغضوب عليهم هم اليهود، والضالون هم النصارى. فالمغضوب عليهم غضب الله عليهم بسبب كفرهم وتنقصهم من أنبيائه، والضالون ضلوا عن طريق الحق بسبب اتباعهم لغيره."[2]
ومن خلال هذا التفسير، نرى أن الآية تشير إلى مجموعتين من الناس: اليهود الذين غضب الله عليهم بسبب كفرهم وتنقصهم من أنبيائه، والنصارى الذين ضلوا عن طريق الحق بسبب اتباعهم لغيره.
ومن الجدير بالذكر أن هذه الآية تذكرنا بأهمية اتباع طريق الحق والابتعاد عن الضلال والكفر. فهي دعوة للمؤمنين إلى الالتزام بالدين الإسلامي والابتعاد عن الضلالات التي وقع فيها غيرهم.
وفي الختام، فإن تفسير آية "غير المغضوب عليهم" يسلط الضوء على أهمية اتباع طريق الحق والابتعاد عن الكفر والضلال، وهو رسالة مهمة للمؤمنين في كل زمان ومكان.
[1] الطبري، محمد بن جرير. تفسير الطبري. ج 1، ص 103.
[2] القرطبي، محمد بن أحمد. الجامع لأحكام القرآن. ج 1، ص 105.