تعد سورة مريم واحدة من سور القرآن الكريم التي تحتوي على العديد من الأحكام المتعلقة بالميم الساكنة، والتي تعتبر من أهم الأحكام النحوية في اللغة العربية. الميم الساكنة هي التي سكونها ثابت في الوصل والوقف، وتكون في الاسم والفعل، وتكون متوسطة ومتطرفة. لها قبل حروف الهجاء كلها ما عدا الألف اللينة أحكام ثلاثة: الإخفاء الشفوي، والإدغام الصغير، والإظهار الشفوي.
أولاً، الإخفاء الشفوي: وهو النطق بالميم الساكنة على صفة بين الإظهار والإدغام مع مراعاة الغنة وعدم التشديد. له حرف واحد فقط وهو الباء، وسمي بالإخفاء لإخفاء الميم الساكنة عند الباء، وسمي بالشفوي لأن الميم والباء كليهما يخرجان من الشفتين. ومن أمثلة الإخفاء الشفوي قوله تعالى: "فاحكم بينهم بما أنزل الله" (سورة المائدة آية 48).
ثانياً، الإدغام الصغير: وهو أن يقع بعد الميم الساكنة سواء كان معها في كلمة واحدة أو في كلمتين وجب إدغام الميم الساكنة في الميم المتحركة، ويسمى إدغام مثلين صغيرا مع الغنة. له حرف واحد وهو "الميم"، فإذا وقع بعد الميم الساكنة وجب إدغامها في الميم المتحركة. ومن أمثلة الإدغام الصغير قوله تعالى: "كم من فئة" و"ولكم ما كسبتم".
ثالثاً، الإظهار الشفوي: له ستة وعشرون حرفاً وهي الباقية من الحروف الهجائية بعد إسقاط حرف الباء وحرف الميم. إذا وقع حرف من هذه الأحرف بعد الميم الساكنة وجب إظهار الميم، ويسمى إظهارا شفويا. ومن أمثلة الإظهار الشفوي قوله تعالى: "الم" و"المص".
في سورة مريم، نجد العديد من الأمثلة على أحكام الميم الساكنة. على سبيل المثال، في الآية 27: "فأتت به قومها تحملُه"، نرى الإظهار الشفوي حيث تظهر الميم الساكنة في كلمة "قومها". وفي الآية 30: "قال إنّي عبد الله آتاني الكتاب"، نرى الإظهار الشفوي مرة أخرى حيث تظهر الميم الساكنة في كلمة "عبد".
بالإضافة إلى ذلك، نجد في سورة مريم أحكاماً أخرى تتعلق بالميم الساكنة مثل الإدغام الصغير في الآية 29: "قال إنّي عبد الله"، حيث يتم إدغام الميم الساكنة في الميم المتحركة.
بهذا، نرى أن سورة مريم تحتوي على العديد من الأمثلة على أحكام الميم الساكنة، مما يجعلها مصدرًا غنيًا لدراسة هذه الأحكام النحوية المهمة في اللغة العربية.