تعد لحظة ولادة الطفل حدثاً مهماً ليس فقط لأهل البيت بل أيضاً للثقافة الدينية والإجتماعية للمجتمع الإسلامي. هذه اللحظة تحمل العديد من الأحكام والممارسات التي ينبغي الالتزام بها حسب تعليمات الدين الإسلامي الحنيف. أول ما يجب فعله عند ميلاد طفل جديد هو تسميته، وهو أمر ذو أهمية كبيرة في الثقافة الإسلامية. يُذكر أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال "كل غلام مرهون بعقيقته" وهذا يعني أنه يجب تهذيب الطفل وتشكيله منذ اليوم الأول لولادته.
بعد ذلك يأتي الأمر بتسبيك العقيقة وهي عبارة عن نحر شاة واحدة للأولاد وشاتين للإناث. هذا التقليد مستمد من سيرة الرسول الكريم حيث طلب منه أبو هريرة رضي الله عنه بذلك فقال له: "العقيقة عن الغلام شاتان وعن الجارية شاة". كما ورد في الحديث النبوي الشريف "إذا ولد لكم ولد فصيروه في الثامن؛ فإنه أقرب إلى الإقامة".
بالإضافة إلى ذلك، هناك بعض التعاليم الأخرى المتعلقة بالطفل حديث الولادة مثل الحلق الأول للرأس والذي يحصل عادةً بعد أسبوع واحد من الميلاد وقد يكون قبلها بيوم إن جاء يوم الجمعة. وفي يوم الجمعة نفسه يتم تقديم الصدقة باسم الطفل، ويُفضل اختيار اسم جميل وعزيز عند ولادته لأنه قد يؤثر بشكل كبير على حياته المستقبلية كما ذكر القرآن الكريم "إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون".
وفي النهاية، يجدر بنا التأكيد على دور الأمومة والعناية بالأطفال كجزء حيوي من الحياة الأسرية داخل المجتمع المسلم. فالتربية الصحيحة والاهتمام بهم هي واجبات دينية وأخلاقية متوجبة على الآباء والأمهات والحاضنات أيضًا بحسب اختلاف الأدوار والتقاليد المحلية لكل مجتمع مسلم.