في زاوية هادئة من تاريخ الإسلام الشريف، تنمو حكاية جميلة وملهمة لأحد الأنبياء الصالحين؛ إنه النّبي العزيز عزيرا عليه السلام. هذه القصة ليست مجرد روايات قديمة بل هي درسك درساً في الإيمان والصبر والثقة بالله سبحانه وتعالى.
عزير بن موردخاي بن يوشا ابن أخ هارون أخ النبي موسى عليهما السلام، عاش في وقت طويل بعد وفاة سلفه موسى وتولى نشر رسالة الدين الحق بين شعوب الأرض. ولكن مع مرور الوقت، بدأ شباب عزير يشيب ونادراً ما كان يحتفظ الناس بتعاليم دينهم. فقرر العودة إلى ربه طالبًا الاستجابة لشكواه.
ذهب عزير إلى مكان مهجور وطلب الرحمة والمغفرة من الله. وبينما هو مستلقي هناك مدة طويلة جداً - ربما مئات السنين حسب بعض التفاسير الدينية - استيقظ ذات يوم ليجد نفسه وسط قبيلة جديدة لم تكن تعرف عنه شيئاً! كانوا يعجبون منه عندما اكتشفوا أنه ميت منذ قرون طويلة وفقاً لتاريخهم المحلي. لكن الله عز وجل أعاده للحياة لإثبات قدرته وعظمته.
هذه الحادثة تعكس قوة إيمان عزير وثبات عقيدته رغم طول الزمن. كما أنها تحمل رسالة مهمة لنا جميعاً بأن الحياة الدنيا مؤقتة وأن الاجتهاد في العمل الصالح والاستعداد للموت خير قرار يمكن اتخاذه قبل فوات الأوان. إنها أيضاً تعليمات حول الثقة العمياء بالله وعدم اليأس حتى عند مواجهة تحديات كبيرة أو ظروف تبدو بلا حل واضح.
ختاماً، دعونا نقترب أكثر من قصص الأنبياء لنستمد منها قيمتها الأخلاقية والدينية الرفيعة التي مازالت مصدر إلهام لكل أجيال المسلمين عبر التاريخ الإنساني الطويل.