إن الذنوب والمعاصي تؤرق حياة المسلم وتشوّه منظوره للحياة برمتها. إنها ليست مجرد خطايا ضد الآخرين بل هي انتهاكات لحرمات رب العالمين عز وجل. إن آثار الذنوب والمعاصي مدمرة وكثيرة المنطلقات، تطال الأفراد والمجتمعات بشكل كبير. إليكم بعض تلك الآثار المحزنة:
- حرمان العلم والفكر: كما جاء في القرآن الكريم "إنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِم"، فالذين يغفلون عن طاعة الرحمن يجدون أنفسهم محرومين من الهداية والإلهام الروحي. حرمة المعرفة والبصيرة هما جزاء لمن ابتعد عن طريق الحق المستقيم.
- الوحشة القلبيبة والسكون العاطفي: عندما ينحرف الإنسان عن دين الله، تبدأ مشاعر الوحدة والاستياء بالتبلور داخله. قد يفقد الراحة الداخلية والقناعة ذاتها تجاه نفسه وعائلته وأصدقائه المقربين أيضًا. تحول العلاقات الشخصية إلى مكان مليء بالحزن بدلاً من الفرح المتوقع.
- افتقاد التوجيه الرباني: نحن جميعاً محتاجون لدرب النور الذي يقوده الخالق جل شأنه لنا نحو الطريق الصحيح. ومع ذلك، إذا اختار البعض مسلك الخطيئة والأفعال المخالفة للشريعة الإسلامية، يمكن فهم كيفية انقطاع التواصل مع مصدر التوجيه والحكمة الأعلى وهو خالق الكون سبحانه وتعالى. نتيجة لذلك، ستصبح الحياة بلا هدف مما يؤدي لأوضاع متعثرة وصعبة للغاية.
- هشاشة الجسم وضعفه الجسماني: علاقة الصحة والصلاح وثيقة جداً. الشخص المؤمن أقوى بكثير بسبب إيمانه وثبات عقيدته وليس بناء عضلات مثلا! أما الطائع فهو ضعيف الشخصية أمام تحديات الحياة المختلفة لأنه حرم نفسه من أساس قوة الروح والجسد معا وذلك بسبب تناوله لما نهى عنه الشارع المقدس. وهكذا يمكن النظر لهذه الظاهرة باعتبارها إحدى العقوبات الشرعية لإقامة الحد بين الغافلين المطمئنين لغفلتهم وبقية المجتمع المتحفظ على دينه وعلى سلوكه العام أيضا.
- الحرمان الاقتصادي وخيبة الزاد: رزق الناس مهما بلغ يكمن داخل حكم الله وحده ولا أحد يستطيع تغيير مقدراته إلا هو فقط حسب كتابه العزيز "... وإن يتوكل عليكم كتب لكم رزقا..." [سورة الطور آية رقم ١٣]. بينما أكد الرسول صلى الله عليه وسلم بان تقوى الله تحصد المزيد من البركة والنماء...إلى غير هذا الحديث الشهير عنه صلى الله عليه وسلم حول الموضوع نفسه وكذلك حديث آخر له يقول فيه:" إن رفعت يديك تدعوان فلا تأخذ الطعام حرام". ومن هنا فإن التعرض للمعصية أمر مؤكد لتحقيق حالة من نقص الدخل والفقر بما فيها من نتائج كارثية مثل البطالة وغيرها الكثير الواجب أخذه بعين الاعتبار كذلك ضمن قائمة المشاكل الاجتماعية الكبيرة الأخرى المصاحبة للحالة نفسها إذ أنها تعتبر واحدة من أهم عوامل انتشار الطبقات الفقيرة في مجتمع المسلمين حالياً وهي ظاهرة ملفتة للسواد الأعظم ممن لديهم القدرة على الدراسة والتدبر لتاريخ البشرية بكل تفاصيله ودقائقه المتنوعة خلال القرون الأخيرة خاصة....!!!
ومن جانب آخر تتضمن إمكانيات عدة للإنسان لمساعدته على مقاومة الانقياد للغواية وسلوك طرق الضلال كالاستغاثة باب الروح القدس مباشرة عبر الدعاء المناسب وفق مواسم مختلفة بالإضافة لاستحضار مخاطر الوقوع تحت وطأة الأمر بشدة أمام العين ليبقى نصب عينيه خطر العقاب المنتظر حسب قدرة كل قلب منهم على التحمل عموما ولكن معظمهم سيختار الهروب بطريقة أو أخرى لذا يكون التأني مهم خصوصا وان كانت المفاضلة بين الخير والشر مشابهتان سواء شكل الخارجي أو الداخلي لقصة نفسية معروف عنها حب المغامرات بحجة البحث الدائم عن نوع مختلف من التجارب الجديدة بالمفهوم الإنساني القديم والذي وصل بصاحبه لفكرة عجيبة مفادها انه ليس هناك ضرر مادامت النهاية حسنة..! غير صحيح قطعـًا فأنت لن تعلم ابدا مقدار الألم المؤقت مقابل فعل خاطئ بسيط ومدى تأثيره السلبي علي مستقبلك وابنائك واحفاده الذين حتما سوف يسألون يوم القيامة شخصيا امام الحق المبين الذي سيدفع الجميع لسماع صوت العدالة والرحمة بنفس الوقت لينصف كل طرف بمفرده وبعدها لن يستطيع احد الانتساب لجماعة الإسلام مرة اخري أبداً لان وقت التوبة لم يعد موجودا منذ زمن بعيد.....!!
هذه مجموعة مختارة للسطور الأولى للتعبير عن المضمون محل اهتمام المقال السابق وقد تم توسيع وفصل أفكار جديدة أكثر تفصيلاً ونوعیتھا حاول الجمع بينهما بهدف تقديم صورة واضحة تماماً عن مضمون النص الأصلي باستخدامه اسلوب سردی منظور أول شامل ومتماسك ومترابط منطقيّا.