على الرغم من بساطتها الظاهرة، يحمل فعل نفض الفراش قبل النوم الكثير من الحكم والمزايا العملية والمعنوية المستمدة مباشرة من السنة النبوية الشريفة. فقد حرص الرسول محمد صلى الله عليه وسلم على تعليم أمته العديد من الأمور اليومية الصغيرة ذات التأثير الكبير على حياتهم الروحية والجسدية. ومن بين هذه التعليمات المهمة للغاية هو أمره بالنفض عند استلقاء المرء للفراش ليلاً.
في الحديث القدسي الذي نقله الصحابي الجليل أبو هريرة رضوان الله تعالى عليه، يؤكد النبي الكريم أهمية اتباع هذه الخطوة قائلاً: «إذا أراد أحدكم أن يرقد على فراشه فلا يأخذ داخلة إزاره وينفض بها فراشه ويتسم باسم الله فإن ليس يعلم ما خلّفه بعده على فراشه». يشير هذا الأمر أولاً وأساساً إلى الحرص على المحافظة على جمال وانسيابية الملابس العربية التقليدية الواحدة خلال تلك الفترة الزمنية والتي كانت تعتبر أكثر عملية وملاءمة لأسلوب الحياة والعوامل البيئية آنذاك. بالإضافة لذلك، فإن غاية هذه العادة تتعدى حدود الاحترام الجمالي لتكون خطوة صحية فعالة أيضًا. فالهدف الرئيس لها يكمن أساساً في منع انتشار الغبار والحشرات الضارة الأخرى والتي ربما اختبأت أثناء النهار داخل مساحة نوم الشخص بسبب بقائها ساكنة لفترة طويلة نسبيًا. وبالتالي تحمي النفس من مزاحمة غريبة قد تؤثر سلبياً سواء جسديًا عبر لدغات مثلاً، أو نفسيًا إذ تنزع الشعور بالألفة والاسترخاء اللازم للإقبال التدريجي نحو مرحلة الانتقاء الطبيعية للجسد عقب يوم عمل متعب وطويل. وهذه مجرد جانب واحد فقط مما يمكن رؤيته ضمن عمق عقيدة الإسلام المتعمقة بحكمة تفاصيل الحياة كلها وليس الجانب العقيدي فقط بشكل واضح وكامل حتى فيما يبدو بسيط وغير ملفت للأنظار! كذلك تدخل هنا بعض القواعد الأخلاقية المرتبطة بمفهوم احترام الذات واحترام الآخرين وعدم مخالطة الأشياء غير المعروفة ومادية مجهولة المنبت وما الى هنالك من أفكار معتبرة تستحق التفكر والتأمل.
وبطبيعة الحال فان النوم جزء اساسي من حياة الانسان المعتدل والمتزن. لذا وجدت مجموعة متنوعة ومتنوعة أخرى من الأدوار الروحية والصرفية الخاصة بهذا الموضوع ذاته بداية باستعداد المكان عبر اغلاق المنافذ الخارجية اضافة لغلق اي مصدر ضوضائي محتمل وصولا لحفظ الطعام والشراب بتغطيتها بطريقة محكمة بما فيها الثمار والخضروات بغرض الوقاية العامة ضد الاحداث المفاجأة وكشف العين الشريرة حسب الاعتقاد الاسلامي بجانب كونها اجراء احترازي حيوي مفيدا بالفعل لمنعه تسرب الهواء بعيدا وتحفيزه لاستعادة الحيود الطبيعى لجسدك مجدداً بناء علي دعوة سيد الخلق نفسه حين قال:"إذا أتى أحدكم مضجعه فليتوضأ وضوءه للصلاة ثم ليضطجع على شقه الأيمن". وايضا الدعوات القصيرة ولكن تأثيراتها واسعة المدى تشكل ميزة اضافيه لوظيفة الترقية الاجتماعية والثبات النفسي لدى الإنسان المسلم خاصة وتجنبه لساعات المغيب المبكرة بإستثناء ظروف خاصه كالاداء القراني وصلاة القيام وصلة الرحم فضلا عن واجبات المجتمع المشتركة وجود الحقائق العلمية المثبتة لعوائد بدنية مذهلة لتحقيق نظام ساعات sleep cycle(دورات النوم) بشكل منتظم والذي يعد مفتاح رئيسي لبقاء الرشد البدني مقابل مرض الواهن الجسم المنتظم بالسهر المخالف نهج الامانة الربانية الموجه البشرية منذ القدم .