في كتاب الله العزيز وفي التوراة والإنجيل، نجد ذكرًا لزوجة النبي نوح عليه السلام ولكن بدون تحديد الاسم كما هو الحال مع العديد من النساء الأخريات في الكتاب المقدس. لم تُذكر اسمها إلا في بعض الروايات التاريخية والتقاليد الدينية المختلفة التي تشير إلى أنها كانت تدعى "واجبة"، وهو ما يعني "الحامية" أو "المحمية". هذه الأسماء تعكس دورها كأم وأمين للنبي نوح في فترة عصيبة مليئة بالتحديات والصعوبات.
وفقًا للتقاليد اليهودية والمسيحية والإسلامية، كان لدى نوح ثلاثة أبناء هم سام وحام ويافث، وثلاث بنات هن واغبه وجاما وهوبه. وقد ذكرت قصة سيدنا نوح وزوجته بشكل بارز في القرآن الكريم عندما أمر الله تعالى نوحاً ببناء السفينة لإيواء الحيوانات والبشر الذين سيُنجون من الطوفان العظيم بسبب فساد الأرض وعصيان أهلها. أثناء بناء السفينة، كانت واجبة داعمة ومتعاونة مع زوجها وتعمل معه بكل إخلاص لتنجاح المهمة الصعبة التي كلفت بها من قبل رب العالمين.
بالإضافة لذلك، تعتبر واقعة هروب زوجة لوط وهي شقيقة زوجة نوح مثال بارز على غياب الإيمان وعدم الالتزام بالنبوءات الربانية حينما تركت مدينة سدوم الفاسدة بدلاً من الخروج منها كما أمرتها رسل الله خشية خسارة ثرواتها وممتلكاتها. ومن هنا يمكن استنتاج مدى أهمية إيمان المرأة ودورها المحوري جنباً إلى جنب مع الرجل في الدعوة والدفاع عن الحق والخير ضد الظلم والاستبداد. إن تجربة سفينة نوح وزوجته تحمل درساً قيماً حول قوة العائلة والحفاظ عليها كملاذ آمن وسط مؤامرات الشيطان وشركائه ممن يسعون لهدم القيم والأخلاق الحميدة. إنه درس يشدد على ضرورة الوحدة والثبات أمام المصائب والكوارث الطبيعية وغير الطبيعية أيضًا والتي قد تحدق بنا جميعاً يوماً ما إذا لم نتدارك الأمر ونرتدع عما نحن فيه الآن من مفاسد ومعاصٍ لله عز وجل وطاعة للشيطان الرجيم!