شروط وصفات الدعاء المستجاب حسب الشريعة الإسلامية

الدعاء في الإسلام ليس مجرد طلبٍ بسيط، بل له شروط وأصول محددة لتكون مستجابة بإذن الله تعالى. أول هذه الشروط هو توحيد الله سبحانه وتعالى، بأن يكون الداع

الدعاء في الإسلام ليس مجرد طلبٍ بسيط، بل له شروط وأصول محددة لتكون مستجابة بإذن الله تعالى. أول هذه الشروط هو توحيد الله سبحانه وتعالى، بأن يكون الداعي موحدا لله وحده، يؤمن بتوحيد الألوهية والربوبية والأسماء والصفات، ولا يشرك مع الله غيره في أمر الدعاء. ثانيا، يجب أن يكون الداعي مخلصا ومتيقنا بالإجابة، صادقا في طلبه لحاجته من رب العالمين. كما ينصح الفقهاء بأن يكون غذاء المدعو حلالا طيبا، وأن يتجنب ارتكاب المعاصي والمعاملات الربوية والحرام.

يجب على المرء أيضا تجنب تجاوز حدود الأدب في الدعاء وعدم التسرع فيه بدون تأمل وتفكر. حضور القلب ونقاء النية عامل مهم لإنجاح الدعاء. بالإضافة إلى ذلك، يتعين تفادي تعطيل واجبات أخرى أثناء الدعاء، مثل أداء فروض الصلاة وغيرها من الأعمال الضرورية.

يشدد الدين الإسلامي على أهمية الدعاء وفوائده العديدة للإنسان المؤمن. فعبر الدعاء يمكن للمرء التواصل مباشرة مع الرب تبارك وتعالى، يعرض احتياجاته ويطلب مساعدته وشفاعته. وهذا أمر مدون في كتاب الله العزيز:" وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان" [البقرة ٢٠٠]. وكذلك يقول الحق جل وعلى:" وأصلحنا له زوجته إنه كان من الصابرين وكان يدعو ربّه بغدوٍ ورواح".

ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم عدة أحاديث تشجع على الاستمرار في الدعاء والثقة بالإجابة منه سبحانه. فهو رحيم بعباده ويلبي ندائهم عندما يدعونه برغم عدم قدرتهم علي رؤية خلقه ومعرفته بشكل مباشر. كذلك أكدت السنة النبوية أهمية اتباع بعض الآداب عند القيام بالدعاء والتي تتضمن الوضوء والسواك واستقبال القبلة ورفع اليدين أثناء التشهد الأخير ودعوة الآخرين للدعاء بدلاً من شخص واحد فقط.

وتوجد أوقات خاصة للاستجابة لدعوات المسلمين وهي لحظات مقدسة يحسن خلالها التقرب إلى بارئ الأكوان وإنابة إليه عز وجل. تبدأ تلك الفترات منذ آذان المغرب حتى غروب الشمس وبعد انتهاء صلاة الفجر أيضًا. أما آخر جزء من اليوم الجمعة فهو وقت مبارك لاستعطاف الملك العظيم والإرشاد نحو الطريق القويم والاستقامة على دين الحق والفوز بخيري الدنيا والأخرى بحوله وقوته.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات