الحمد لله الذي شرع لنا هذه العبادة العظيمة، الأضحية، التي هي من شعائر الإسلام العظيمة. وفقًا للمذهب الشافعي، هناك ستة شروط أساسية يجب توافرها في الأضحية لكي تكون صحيحة ومقبولة عند الله تعالى.
أولاً، يجب أن تكون الأضحية من بهيمة الأنعام، وهي الإبل والبقر والغنم ضأنها ومعزها. هذا ما جاء في القرآن الكريم: "ولكل أمة جعلنا منسكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ" (الحج: 34).
ثانيًا، يجب أن تبلغ الأضحية السن المحدود شرعًا. فالأضحية من الضأن يجب أن تكون جذعة، أي ما دون الثني، أما غيرها من الإبل والبقر والغنم فيجب أن تكون ثنية. الثني من الإبل هو ما تم له خمس سنين، والثني من البقر هو ما تم له سنتان، والثني من الغنم هو ما تم له سنة.
ثالثًا، يجب أن تكون الأضحية خالية من العيوب المانعة من الإجزاء. هذه العيوب أربعة: العور البين، وهو الذي تنخسف به العين أو تبرز حتى تكون كالزر أو تبيض ابيضاضًا يدل دلالة بينة على عورها؛ المرض البين، وهو الذي تظهر أعراضه على البهيمة كالحمى التي تقعدها عن المرعى وتمنع شهيتها؛ العرج البين، وهو الذي يمنع البهيمة من مسايرة السليمة في ممشاها؛ الهزال المزيل للمخ.
رابعًا، يجب أن تكون الأضحية ملكًا للمضحي أو مأذونًا له فيها من قبل الشرع أو من قبل المالك. لا تصح التضحية بما لا يملكه المضحي، مثل المغصوب والمسروق والمأخوذ بدعوى باطلة.
خامسًا، لا يجب أن يتعلق بها حق للغير. لا تصح التضحية بالمرهون.
سادسًا، يجب أن يضحي بها في الوقت المحدود شرعًا، وهو من بعد صلاة العيد يوم النحر إلى غروب الشمس من آخر يوم من أيام التشريق، وهو اليوم الثالث عشر من ذي الحجة. فتكون أيام الذبح أربعة: يوم العيد بعد الصلاة وثلاثة أيام بعده.
بالإضافة إلى هذه الشروط الأساسية، هناك بعض العيوب الأخرى التي قد تؤثر على صحة الأضحية، مثل كسر القرن أو قطع الأذن أو غيرها. بعض العلماء منعوا هذه العيوب، بينما أجازها البعض الآخر. ومع ذلك، فإن السلامة من جميع العيوب هي الأولى والأحوط اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم.
وفيما يتعلق بسن الأضحية، فقد فصلناها في الفتوى رقم: ، والفتوى رقم: . فنرجو الاطلاع عليهما ففيهما ما يروي الغليل ويشفي العليل.
والله أعلم بالصواب.