تتناول الآية الكريمة "وقد خاب من حمل ظلما" (الفرقان: 111) موضوع الخيبة والهلاك لمن يحمل الظلم في يوم القيامة. تشير كلمة "الوجوه" إلى وجوه الخلائق التي ستخضع وتذل أمام الله الحي القيوم، الذي لا يموت ولا ينام، وهو القائم بنفسه والمقيم لغيره. أما "خاب" فهي كلمة تدل على الخيبة والهلاك، وتشير إلى أن من يحمل الظلم، سواء كان شركا أو كفرا بالله أو عملا بمخالفته، سيخسر ويخيب في يوم القيامة.
ويوضح القرآن الكريم هذا المعنى في عدة آيات، منها قوله تعالى: "والكافرون هم الظالمون" (البقرة: 254)، وقوله: "إن الشرك لظلم عظيم" (لقمان: 13). كما روى ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن الظلم ظلمات يوم القيامة".
وتوضح الآية التالية (112) أن من يعمل الصالحات وهو مؤمن بالله لا يخاف ظلما ولا هضما، أي لا يخشى زيادة في سيئاته أو نقصا في حسناته. وهذا يتوافق مع قول الله تعالى: "إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما" (النساء: 40).
وبالتالي، فإن الآية الكريمة تؤكد على أن الظلم هو سبب الخيبة والهلاك في يوم القيامة، وأن المؤمن الذي يعمل الصالحات لا يخاف الظلم أو الهضم بسبب إيمانه وثقته في وعد الله ووعيده.