سورة الغاشية، وهي السورة الثامنة والثمانون في المصحف الشريف، هي سورة مكية خالصة تتحدث عن أحوال الكافرين والمؤمنين يوم القيامة. تبدأ السورة بقول الله تعالى: "هل أتاك حديث الغاشية؟" حيث يشير "الغاشية" إلى القيامة، وهي الداهية الشديدة التي تغشى الناس بشدائدها.
في هذه السورة، يصف الله تعالى وجوه الكافرين يوم القيامة بأنها خاشعة، عاملة ناصبة، تصلى ناراً حامية. أما وجوه المؤمنين، فتكون ناعمة، راضية عن سعيه في الدنيا، في جنة عليا لا تسمع فيها لغواً.
وتذكر السورة أيضاً مظاهر قدرة الله في خلقه، مثل الإبل وكيف خلقت، والسماء وكيف رفعت، والجبال وكيف نصبت، والأرض وكيف سطحت. كل هذا لكي يتفكر الناس ويتدبروا أن الخالق لهذه الأشياء هو المستحق للعبادة والطاعة.
وفي نهاية السورة، يؤكد الله تعالى على أن العودة إليه للحساب والجزاء هي حقيقة لا مفر منها: "إن إلينا إيابهم، ثم إن علينا حسابهم".
بهذا، نرى أن سورة الغاشية تقدم صورة واضحة لأحوال يوم القيامة، وتذكرنا بقدرة الله ورحمته، وتحثنا على التفكر والتدبر في خلق الله.