فرض الكفاية هو نوع من الواجبات الشرعية الإسلامية التي تُعتبر ملزمة لجميع المسلمين بشكل جماعي، وليس فردياً. وهي تلك الفرائض التي إذا قام بها عدد معين من المؤمنين ضمن المجتمع، يسقط عنها الوصف "الكفائِي" وينتهي وجوبها بالنسبة لبقية الأفراد. يسمى بهذا الاسم لأنه عند تحقيق الغرض الأساسي له من قبل البعض، يستطيع الآخرون تجنب المسؤولية الأخلاقية والعقوبات المرتبطة بعدم تأديته. غالبًا ما تتصل هذه الفروض بالمرافق العامة والنفع الجماعي أكثر مما ترتبط بالفرد.
تتعدد نماذج فروض الكفاية عبر مختلف جوانب الحياة اليومية للمسلمين والتي تشمل: رد التحايا ورد السلام على غير المتحدث أولًا أثناء الحديث معه، أداء صلاة الجنازة لمن فارق الحياة من أبناء دينهم، مساعدة الضعفاء والمعوزين مثل تقديم الطعام للأيتام وكشف عورات الفقراء وغيرهم ممن يواجهون ظرفًا محرجًا، تحرير الرقاب المنكوبة بالحرب أو السجن من أتباع نفس العقيدة. بالإضافة لذلك يمكن إدراج أعمال بناء المهارات المفيدة للجماعة كتلك الخاصة بزراعة الأرض واستخراج المعادن والمعارف العملية الأخرى كممارسة الطب وطرق التعامل مع المواد المختلفة باعتبارها جزءًا أساسيًا من عبادة الله عز وجل أيضًا حسب فهم العديد من فقهاء الدين الإسلامي القدامي والحاليين لهذه التصنيفات التفصيلية لنوعيات الأمر الرباني المطابق لأرواح أحكام شرعه المقدسة.
بالنظر لمقارنة فرض عين ضد نظيره هنا؛ فإن الأولى هي واجبات شخصية مطلَبة لكل واحدٍ وهو بالتالي مسؤول شخصيًا تجاه عدم امتثاله بينما ثانية مجموعة شروط مشتركة نسبيًّا ولا يعوِّل عليها الحكم إلا عندما تقوم بنسبة موحدة لإنجاز مهماتها مجتمعياً وهذا خلاف الأصل إذ تكليف العباد فيما تعددت نسخاته بالإضافة نحكم وفق عقائد أخلاقيتها مهما كانت أنواع الخيارات المعروضة أمام البشر سواء أكانت اختيارية بطابع اختياري أم مفروضة ذات طبائع اجبارية ومستحب ترك أحد النوعيين مقابل توافقه الظاهر مع طبيعة سياسة نظام حكم خالق العالم وخارقه المستقيم! وقد اشتهر نزاع حول تفوق إحدى هاتين المسألتين لدى علماء زمان مضى أشهرهم صاحب حجة الدفاع عنهما ولكن نظرتهم مختلفة بحسب وجهتي النظر السائدة آنئذٍ وهكذا استمرت الفتاوى قيد النقاش حتى وقتنا الحالي بسبب اختلاف الآراء والتفسير المختلف للإرشادات القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وحفاظ المفتشين على النصوص محفوظة بما فيها دقتها ودلالاتها المتصلة بتفسير العام والفرد داخل حديث محمد صلى الله عليه وسلم ونصر الرسالة وهداية حقائق وجوده جل اسمه لعباده الموحدين لديه سبحانه وحدَه لا شريك له ملكوت كل شئ منذ بدء خلق آدم آدم إلى يوم الدين.