كتاب "مجمع الزوائد ومنبع الفوائد"، هو عمل بارز للحافظ علي بن أبي بكر بن سليمان الهيتمي، قام بتأليفه بناءً على توجيهات شيخه الحافظ العراقي. يهدف الكتاب إلى جمع الأحاديث التي لا تتضمنها الكتب الستة الرئيسية للحديث، والتي تشمل صحيح البخاري، وصحيح مسلم، وسنن أبي داود، وسنن الترمذي، وسنن النسائي، وسنن ابن ماجه.

باستخدام مصادر مثل مسند الإمام أحمد بن حنبل، ومسند أبي بكر البزار، ومسند أبي يعلى الموصلي، والمعجم الكبير والمعجم الأوسط والمصغر لأبي القاسم الطبراني، يسعى الهيتمي إلى تعزيز فهم الأحاديث وتعزيز سلامتها من خلال تضمين الروايات المستحدثة لهذه الأعمال الأكاديمية الهامة.

يشكل منهج الهيتمي في جمع هذه الزوائد أساسًا مهمًا لفهم تاريخ وتطور تطوير علوم الحديث. أولاً، يجب أن تكون رواية الحديث خارج نطاق الكتب الستة مباشرة. ثانياً، يمكن تضمين الحديث إذا كان مشتركا لكن مع إضافة معلومات جديدة سواء كانت في سنده أو متنه.

هذه الجهود لها عدة مزايا كبيرة. فهي توفر وقت وجهد طلاب العلم الذين يستعرضون أعمال التعليق والتخريج على مختلف النصوص الإسلامية الأصلية. بالإضافة إلى ذلك، يساعد الكتاب في ضمان عدم ضياع الأعمال التاريخية المهمة التي ربما فقدت نسخها الأصلية اليوم لكن تم نقلها بشكل موثوق عبر السنوات التالية بواسطة علماء مثله.

الحافظ الهيتمي نفسه شخصية مؤثرة للغاية في عالم الحديث. إنه أحد أشهر تلاميذ الحافظ العراقي، والذي أكد على حاجته للتخصص في مجال الزوائد وحثه على تنظيم كتبه بطريقة فريدة تسمح بربط جميع الأمور ذات الصلة تحت نفس العنوان العام داخل مجمع الزوائد الخاص به.

مشروع جمع الزوائد ليس خاصا بالإمام الهيتمي فقط ولكنه أيضًا أثر كثيرا على عمل العلماء الآخرين. أمثلة بارزه منهم ابن الملقن who ألف "زوائد مسلم على البخاري" و"زوائد أبي داود على الصحيحين"، وكذلك احمد بن ابو بكر البوصيري who وضع "مصباح الزجاجة على زوائد ابن ماجه على الكتب الخمسة".