إن إدارة أموال القاصر تحمل مسؤولية كبيرة تتطلب فهماً عميقاً للقوانين والإرشادات الأخلاقية والدينية ذات الصلة. يعتبر الوصي الشرعي هو الشخص المكلف بحماية ورعاية مصالح الطفل حتى بلوغه سن الرشد. هذه المهمة ليست فقط عملية مالية ولكنها تعني أيضاً توفير بيئة صحية ونفسية جيدة للطفل.
في الإسلام، يُعتبر إنفاق مال اليتيم باباً من أبواب البر، وهو أمر محبذ للغاية. القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة أكدا على أهمية رعاية مال اليتيم والحفاظ عليه لحين بلوغه السن القانونية التي يحق له فيها اتخاذ قراراته المالية بنفسه.
يتوجب على الوصي الشرعي أولاً التأكد من وجود وصاية قانونية سارية المفعول قبل بدء التعامل مع الأموال الخاصة بالقاصر. قد يشمل ذلك موافقة المحكمة أو هيئة الرعاية الاجتماعية حسب نظام الدولة. بعد الحصول على الصلاحية القانونية، يمكن البدء في إدارة الأصول وفقاً لمصلحة الطفل.
عند الاستثمار أو الإنفاق، يجب مراعاة عدة عوامل مثل سلامة رأس المال واستدامته ومستقبل الطالب التعليمي والمالي. يتم استثمار جزء من الثروة لتحقيق العائدات المستقبلية بينما يبقى الجزء الآخر كاحتياطي للأزمات غير المتوقعة. تجدر الإشارة إلى أنه ينبغي عدم استخدام ثروات الأطفال لدعم احتياجات الأفراد البالغين إلا إذا كانت هناك حاجة ملحة بناءً على قواعد شرعية واضحة وموافقة الجهات المعنية.
يلعب التربية والتوعية دوراً أساسياً في هذا السياق؛ فمن الواجب تزويد القاصر بفهم واضح للمال والقيمة المالية منذ مرحلة مبكرة. كما يستحقون حق الوصول إلى معلومات حول ممتلكاتهم عند مرور الوقت المناسب وبما يتوافق مع ثقافتهم الدينية والمعنوية.
وفي نهاية المطاف، فإن دور الوصي الشرعي ليس مجرد حفظ المال بل تشكيل حياة ناجحة للطفل. وهذا يعني ضمان رفاهيته العامة وتعزيز نموه الاجتماعي والعاطفي بالإضافة إلى التعليم والتنمية الشخصية. بالتوازن بين الحفظ والاستخدام الأمثل لأموال القاصر، يساهم الوصي بشكل كبير في تحقيق مستقبله المجيد بإذن الله تعالى.