في عالم مليء بالأحداث الجلية والأحداث الخفية, يأتي دور قصص الأنبياء لتكون دروساً مستمرة للبشرية جمعاء. واحدة من هذه القصص العظيمة هي حكاية سيدنا يعقوب عليه السلام - وهو رجل اختبر العديد من التجارب المؤلمة ولكنها تعلمت منه الكثير.
يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل، كان واحداً من أسرة معروفة بالإيمان القوي والتواضع تجاه الله عز وجل. نشأ يعقوب وسط بيت يحترم ويعظم تعاليم الدين الإسلامي. لكن الحياة لم تكن سهلة بالنسبة له كما قد يبدو. فقد بدأ مشواره عندما تزوج امرأتين وهما ليا وراحيل، اللتان كانتا شقيقتين توأم. ومع الزمن، ولد لديه اثني عشر ولدا كانوا يعرفون فيما بعد بأنهم رؤساء بني إسرائيل الاثنى عشر.
لكن البداية الفعلية لقصة يعقوب جاءت مع محبته الشديدة لبنيه والتي أدت إلى خلافات شديدة بينه وبين زوجاته بسبب الأفضليات التي كان يظهرها لأحد أبنائه وهو يوسف الصديق. هذا الحب الكبير ليوسف أدى إلى غيرة كبيرة لدى إخوته الذين قرروا التخلص منه عبر بيعه كعبيد في مصر.
كان الأمر مؤلماً جداً لسيدنا يعقوب، ولكنه استمر بالثقة في حكم الله رغم الألم الشديد الذي مر به. وفي النهاية، أصبح يوسف نائباً لرئيس الوزراء المصري وأصبح بإمكانه مساعدة عائلته خلال فترة المجاعة التي اجتاحت المنطقة.
هذه القصة تحمل رسالة عميقة حول قوة الإيمان والصبر والثقة في القدر الذي كتبه الله لنا جميعاً. فهي تحكي كيف يمكن للمصابات والعقبات أن تقودنا نحو طريق النور إذا ما تم التعامل معها بالحكمة والإيمان. إنها دعوة لإعادة النظر في حياتنا ودراستها بطريقة جديدة أكثر ثراء وإيمانية.