في يوم الزفاف المبارك، هناك العديد من السنن النبوية التي يمكن اتباعها لتكريس هذا اليوم الخاص بالتقوى والحكمة. إحدى هذه السنن هي أداء صلاة ركعتين قبيل الاحتفالات، وفقًا لما ثبت عن صحابة النبي الكريم. يوصى أيضًا بالدعاء بقلوب خاشعة وبصوت هادئ ومتزن خلال الليلة، مستخدمين عبارات مثل "اللهم إنّي أسألك من الخير الذي خلقته"، بالإضافة إلى دعاء آخر عند الجماع يقول "اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا". يجب العلم بأن هذين الدعائين ليسا مخصّصين فقط لهذه المناسبة، بل هما مشروحيان كذلك مع كل علاقة زوجية لاحقة.
ومن بين الأعمال المشتركة الأخرى في تلك الليلة هو الحرص على الطيبة والنضافة الشخصية ("التطييب") والعناية بالمظهر الخارجي بما يحقق توافقًا جماليًا بين الزوجين. ومن الجدير بالذكر هنا أنه ينبغي التركيز دائمًا على العلاقة الطبيعية والمقبولة شرعاً والتي تتضمن العلاقات الحميمة داخل حدود الزواج حصرا، وقد ورد التأكيد حول أهميتهما بالحصول على غُسل فور انتهاء العملية الجنسية وذلك بغض النظر عما إذا كانت قد حدثت عملية القذف أم لم تحدث.
بالحديث عن هدف الزواج نفسه، فهو يعكس دور الزواج باعتباره أحد وسائل التربية الأخلاقية للحفاظ على مجتمع نظيف وخالي من الانحرافات والسلوكيات الخاطئة. وهو أيضا مصدر للسعادة والسكينة لكل من الرجل والمرأة، فضلا عن دوره الحيوي في تكاثر الأجيال وطريقتهم الوحيدة المثلى لذلك. فالذرية هي نعمة كبيرة تنعم بها الأسر وتعيش عليها حياتهما المستقبلية بكامل الراحة والرضا والقوة الروحية. إن سعينا لتحقيق سعادة الآخرين عبر تنظيم حياة مشتركة مبنية على الاحترام المتبادل والمعاملة الحسنة هما أساس نجاح الحياة الزوجية واستقرارها.