فضل الصدقة للمريض لا يقتصر على كونها وسيلة لطلب الشفاء من الله فحسب، بل هي أيضًا من أسباب دفع البلاء وتفريج الكرب. وقد شرع الإسلام للمسلمين أن يتصدقوا عن مرضاهم بنية الشفاء بإذن الله، ووردت عدة أشكال من الصدقات المشروعة عن المريض، كلها ذات فضل وقبول عند الله.
من بين هذه الصدقات المشروعة بنية شفاء المريض:
- الذبح بنية طلب الشفاء من الله: يعتبر الذبح تقربًا إلى الله تعالى من الطاعات الفاضلة، وفيه معنى الصدقة وزيادة.
- الصدقة المطلقة بالمال: يمكن للمتصدق أن يتصدق بماله بنية شفاء المريض، سواء كان ذلك نقدًا أو عينيًا.
- إطعام الطعام وسقاية الماء: إطعام الطعام وسقاية الماء من أفضل الصدقات، وقد ثبتت السنة بفضيلتهما.
- صنع المعروف بعمومه: مثل إغاثة الملهوف، وإغاثة المكروب، ومعاونة الأرامل والمرضى والفقراء.
- التصدّق بالملابس: يمكن للمتصدق أن يتصدق بملابسه أو غيرها من الأشياء التي يحتاجها المريض.
وعند التفاضل بين الصدقات، يختلف أفضلها بحسب عدة عوامل:
- حال المتصدّق: صدقة الفقير المحتاج خيرٌ من صدقة الغنيّ، وصدقة الصحيح السليم خيرٌ من صدقة المريض المُقبل على الموت.
- حال المتصدّعليه: إن كان المتصدّعليه من أُولي الأرحام؛ كان ذلك خيرٌ من البعيد الغريب، وإن كان القريب مُعسراً كان ذلك خير من الإنفاق على سواه.
- نوع الصدقات: هناك أنواع من الصدقات خيرٌ من سواها؛ كتعليم العلم، أو إطعام الطعام، أو سقاية الماء، فتلك الأنواع كان لها الفضل على كلّ ما سواها من أنواع البذل والعطاء.
بالإضافة إلى ذلك، يُشرع لمن كان مريضًا أن يُقرن مع الإنفاق بُغية الشفاء الدعاء، فالله -تعالى- سميعٌ مجيبٌ للدعاء، وهو مالك دفع البلاء والمرض. وقد شفى الله -تعالى- نبيّه أيوب -عليه الصلاة والسلام- من دائه بعد أن توجّه إلى الله بالدعاء وتضرّع له.
وفي الختام، يجب التنويه إلى أن الدعاء للمريض من الأمور المستحبة لا الواجبة؛ استناداً إلى عموم الأدلة.