- صاحب المنشور: أنور المهنا
ملخص النقاش:التغير المناخي أصبح ظاهرة عالمية تؤثر بشدة على مختلف القطاعات الاقتصادية والبيئية. وفي البلدان العربية التي تعتمد بشكل كبير على الزراعة كجزء رئيسي من اقتصاداتها، فإن هذه التأثيرات تبدو أكثر حدة. يمكن تتبع العديد من العواقب المدمرة للتغيرات الجوية المتطرفة مثل الجفاف الشديد والأمطار الغزيرة غير المنتظمة والجفاف الطويل الأمد الذي يؤثر سلباً على إنتاج المحاصيل الغذائية الأساسية والصناعات المرتبطة بها.
أولاً، يتسبب ارتفاع درجات الحرارة في زيادة معدل تبخر المياه مما يجعل التربة أقل خصوبة وبالتالي ينخفض الإنتاج الزراعي. بالإضافة إلى ذلك، يؤدي تغير أنماط هطول الأمطار إلى حدوث فصول جفاف طويلة وأشهر ربيع قصيرة، الأمر الذي يعوق دورة زراعية منتظمة ويؤثر سلبًا على نمو النباتات والحصاد النهائي للمحاصيل.
تأثيرات محددة
- انخفاض غلات المحاصيل: من المتوقع أن ينخفض متوسط غلة بعض المحاصيل الرئيسية بنسبة تصل إلى 30٪ بحلول عام 2080 حسب توقعات الخبراء بسبب الظروف الجوية القاسية.
- نقص الأمن الغذائي: هذا الانخفاض الكبير في الإنتاج سيكون له انعكاساته الخطيرة فيما يتعلق بالأمن الغذائي حيث قد تواجه الدول نقصا شديدا في المواد الاستهلاكية الرئيسية كالخبز والقمح وغيرها.
ثانياً، يتضرر النظام البيئي برمته نتيجة لهذه التغييرات المناخية الضارة. فقد تستجيب أنواع مختلفة من الحياة البرية بطرق ملتوية ومربكة، وقد تختفي مجموعات كاملة من الكائنات الحية إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية بيئتها الطبيعية.
إستراتيجيات المواجهة
- تكييف البرامج الزراعية: يجب تحديث استراتيجيات الزراعة بما يتناسب مع الظروف الجديدة بما يشمل اختيار الأصناف الأكثر مقاومة للجفاف واستخدام التقنيات الحديثة لإدارة المياه بكفاءة أكبر.
- تقديم الدعم المالي والفني للفلاحين العرب: لتشجيعهم على اعتماد طرق جديدة للزراعة تلبي احتياجات عصر جديد وتضمن لهم مصدر رزق مستدام.
- تعزيز الوعي العام حول قضية التغير المناخي: من خلال الحملات الإعلامية والمبادرات التعليمية لرفع مستوى فهم الأفراد لأسباب وعواقب التغير المناخي وكيف يمكن المساهمة الفردية بتغيير النمط المعيشي لتحسين الوضع الحالي.
في خضم كل تلك التحولات والتحديات، تكمن الفرصة أيضاً لتوجيه جهود مشتركة نحو حلول مبتكرة تساهم في تحقيق مكاسب متعددة الجانبين سواء كانت اجتماعية أو اقتصادية أو بيئية بالمجتمع العربي والعالم بأجمعه.