في الإسلام، يُعتبر غسل الجنابة أحد أهم الأحكام التي يجب اتباعها بعد الوصول إلى حالة الجنابة. تتعدد الصور التي تشير إلى هذا الحدث، والتي تؤدي جميعها إلى وجوب الغسل. هنا سنتعمق أكثر في فهم هذه الأحكام الشرعية وتطبيقها العملي.
ما هي حالات الجنابة؟
- الجماع: سواء أكمل العملية أم لا، فإن مجرد دخول عضو الذكر المحرّم (أي بعد شروعه) داخل فرج المرأة يشكل جنباً بحسب السنة النبوية الشريفة. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا جامع تمَّ بين شعبائها الأربع ثم جهده" متفق عليه. ولقد تواتر إجماع الفقهاء على اعتبار ذلك سبباً للغسل.
- نزول المني: بغض النظر عما إذا حدث النزول نتيجة الشهوة أم لأسباب أخرى مثل البرد أو المرض، فإن نزول المنى، وهو سائل ذكري بيضاء سميكة لدى الرجال وأصفرا رقيقة لدى النساء ومعروف برائحته الخاصة والتعب المصاحب لها، يعد أيضاً مما يستدعى الغسل حسب اتفاق جمهور الفقهاء.
ماذا يحظر أثناء فترة الجنابة؟
بعد التعرف على حالات الجنابة ومسبباتها، هناك عدة أعمال ممنوعة خلال الفترة التي تبقى فيها الشخص جنباً:
* الصلاة: سواء كانت فرض عين أو سنة مؤكدة، لا يجوز للجنب أداء الصلاة قبل استحلال نفسه بالغسل.
* الطواف بالكعبة: ليس مستحبًا طواف الجنب طواف الركن بنفس الصورة المعتادة. لكن بعض المذاهب تقبل اجتيازه عبر وضع بدنة بصورة قد تكون غير كاملة بناءً على رأي خاص بها.
* البقاء داخل المساجد والمعتكف : لا يمكن للجنب البقاء داخل مسجد أو اعتكافه داخله بحسب أغلب الفقه المالكي والحنفي والحنبلي والشافعي باستثناء مرور آنٍ فقط وفق البعض منهم.
* مس القرآن الكريم الخاص بالقراءة وحمله: تجدر الإشارة إلى عدم مشروعية لمس المصحف مباشرة لقراءاته بل إن حامليه مطلوبون لاعتبارات صحيفة خاصة بهم تخالف الأصل العام لحفظ المصاحف العامة وإبعاد أيدي الناس عنه لتلك الأسباب ذاتها وإن كانوا خارج إطار العبادات الأخرى.
بالنظر للحكمة من وراء تلك التعليمات الدقيقة بشأن حالة معينة كالجنابة يفسر العالم الكبير ابن القيم رحمه الله بفائدة جسمانية عامة تتمثل بإعادة نشاط الجسم والقوة الحيوانيه ونفسه للغسيل المتبع فعليا وتبعا لذلك تزول ضعف وثقل وضيق التنفس وغيره مما يحدث لجسم الانسان اثر حالة مشابهة لهذه الظاهرة الطبيعية المعروفة لدى الجميع .