الحمد لله الذي جعل الابتسامة من أبواب الصدقات، فقد حث الإسلام على نشر الابتسامة والتبسم في وجوه المسلمين، لما لها من أثر كبير في كسب القلوب وتقوية الروابط الاجتماعية. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تبسمك في وجه أخيك صدقة" (رواه الترمذي).
الابتسامة ليست مجرد تعبير عن الفرح أو الرضا، بل هي وسيلة فعالة لكسب القلوب وتقوية الروابط الاجتماعية. فهي تبعث الطمأنينة والراحة في نفوس الآخرين، وتخفف من التوتر والقلق. كما أنها تعكس حسن الخلق والتربية الإسلامية، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم" (رواه الترمذي).
وفي الحديث الشريف الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه، يظهر لنا اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم برحمة النساء ورفقته بهن. فقد كان يحرص على أن يراعي سائقي مطاياهن برفقتهن، كما في الحديث: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، وغلام أسود يُقال له أنجشة يحُدُو، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أنجشة، رويدك، سَوْقًا بالقوارير" (رواه أبو داود).
ومن فضائل الابتسامة أنها تزيد من محبة الناس لك، وتقربك منهم. فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يبتسم في وجوه أصحابه، حتى الأطفال منهم. كما كان يحرص على أن يبتسم في وجه كل من يلقاه، حتى لو كان كافراً. قال جابر بن سمرة رضي الله عنه: "كانوا يتحدثون فيأخذون في أمر الجاهلية، فيضحكون ويتبسمون" (رواه البخاري).
وفي الحديث الآخر الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه، نرى كيف أن الابتسامة يمكن أن تكون سبباً في دخول الجنة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم" (رواه مسلم).
وفي الختام، فإن الابتسامة ليست مجرد تعبير عن الفرح أو الرضا، بل هي جزء من الأخلاق الإسلامية التي يجب أن نحرص عليها في حياتنا اليومية. فهي تزيد من محبة الناس لنا، وتقربنا منهم، وتبعث الطمأنينة والراحة في نفوسهم. فليكن ابتسامنا دائماً في وجوه المسلمين، وليكن شعارنا: "تبسمك في وجه أخيك صدقة".