في الإسلام، يعد الإدارة الحكيمة للمال واحداً من الأمور الهامة التي تعكس مدى تقوى المرء وتزكيته. القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة أكدا أهمية ضبط النفس عند الإنفاق وعدم الإسراف فيه. يُعتبر الإسراف في المال خطيئة دينية وعقوبة أخلاقية وفقاً للإرشادات الدينية الإسلامية.
يُعرّف العلماء الإسراف بأنه "إنفاق المال بما يزيد عن الحد الطبيعي"، سواء كان في الطعام والشراب أو غيرها من الاحتياجات اليومية. هذا المصطلح يشير إلى الانفاق بشكل زائد أو بدون حاجة ملحة، وهو ما يتعارض مع القيم الإسلامية مثل التوفير والحفاظ على الوعي الاقتصادي.
قال الله تعالى في سورة الأعراف الآية رقم 31: "وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً". هذه الآية تحث المؤمنين على الإنفاق ولكن بنظام وحكمة وليس بسفه وإسراف. كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "ليس الواجد كالمفقود، ولا الباذل كالممسك" (رواه الترمذي). فهذا الحديث يؤكد على ضرورة الاعتدال في النفقة وأن الإنسان بحاجة دائما للتخطيط والاستدامة المالية.
بالإضافة للأبعاد الدينية، فإن للسلوكيات المتعلقة بالإسراف تأثير كبير على المجتمعات أيضاً. يمكن أن يقود الإسراف الفرد نحو الوقوع في ديون وثقل مالي، مما قد يؤدي إلى مشكلات نفسية واجتماعية أخرى. بالتالي، يعلم الدين الإسلامي الناس كيفية إدارة أموالهم بطريقة مسؤولة ومستدامة لتجنب هذه المشاكل.
ختاماً، إن فهم ومعرفة حكم الإسراف في المال أمر بالغ الأهمية لكل مسلم ليس فقط لأجل البركة والخير الدينيان بل أيضا لما له من فوائد اقتصادية واجتماعية كبيرة.