البعد عن الله عز وجل له عواقب وخيمة وأضرار جسيمة ليست فقط على الروحانية والشخصية الفردية للمسلم، ولكن أيضًا على حياته اليومية ورفاهيته المستقبلية. هذا الانقطاع عن الوحي الإلهي والممارسات الدينية يؤدي إلى تغيرات عميقة ومتشعبة داخل المجتمع الإسلامي ككل.
أولًا، الأفعال الخاطئة مثل ارتكاب الذنوب والمعاصي لها تأثير مباشر على العبد في الحياة الدنيا. هذه الأعمال غير الطيبة تغضب الرب وتدفع بالعقاب والنقم نحو الفرد. كما أنها تؤدي غالبًا إلى تبديل النعم إلى نقمة بسبب عدم الشكر والقرب من الله. وهذا ليس مجرد نظرية؛ بل هو حقيقة ثابتة في التاريخ الإنساني والشريعة الإسلامية. يقول القرآن الكريم في سورة الزخرف آية 84: "ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا".
ثانيًا، أحد أهم التأثيرات للإعراض عن الله هي طمس القلب والعقول. عندما يستمر الإنسان في ابتعاد نفسه عن تعاليم الدين، فقد يفقد القدرة على فهم الحقائق الروحية والقرآن بشكل صحيح. هذا يعني أنه سيصبح أكثر عرضة للتشتت والزلات الأخلاقية بسبب افتقاره للفهم الشرعي الواضح.
بالإضافة إلى ذلك، يعزز البعد عن الله الشعور بالانفصال والضعف الداخلي. بدون توجيه القوة الداخلية المقدسة التي تأتي من التقرب من الله، قد يشعر الناس بالإرهاق والقلق وعدم الاستقرار النفسي.
أما بالنسبة لأولئك الذين يأتون لإظهار الندم واستعادة تقواهم، فهناك باب مفتوح دائما أمامهم لعودتهم إلى حضن الرحمة الإلهية. الخطوات الأولى للعودة تشمل ترك الشهوات والأعمال المحرمة، والحفاظ على أداء واجبات الصلاة بإخلاص، والبُعد عن الأشخاص المؤثرين بالسلب، وكذلك تكرار التوبة والاستغفار وإكرام النبي محمد صلى الله عليه وسلم عبر الدعاء والثناء عليه.
ختاماً، بينما توفر لنا الشريعة الإسلامية قاعدة أخلاقية وروحية قوية للحياة، إلا أنها بحاجة أيضاً إلى تطبيق يومي وفهم عميق لتكون فعالة حقاً في حياتنا الشخصية والجماعية.