على مر التاريخ الإسلامي, كان للإمام محمد بن صالح العثيمين دور بارز في توجيه وتبصير الأجيال الجديدة نحو تعاليم الدين الإسلامي الصحيحة والفقه الواضح. هذا الرجل العالم لم يكن يكتفي بتعليم طلابه وحسب, بل شكل أيضاً مجموعة مميزة من العلماء الذين واصلوا مسيرة العلم والإرشاد بعد رحيله. هؤلاء الطلاب - وهم جزء حيوي من تراث العثيمين الفكري – أثروا بشكل كبير في عالم الدعوة الإسلامية.
من بين أبرز تلاميذه نجد الشيخ عبد العزيز الراجحي, وهو أحد رواد حركة التصحيح العقائدي خلال القرن الماضي. عمل الراجحي كمساعد مباشر للعثيمين قبل أن ينطلق لإعطاء دروس خاصة به, مستنداً دائماً إلى منهج شيخه. كذلك, الشيخ تركي بن عبد الله السديس, مفتي المملكة العربية السعودية حالياً, والذي بدأ حياته الأكاديمية تحت رعاية العثيمين ثم أصبح شخصية رائدة في الشأن الديني السعودي والعربي.
بالإضافة لذلك, هناك العديد ممن سلكوا طريق المعرفة والتعليم بناءً على أساسيات وضعها لهم العثيمين مباشرة. هذه الحقيقة تؤكد التأثير العميق الذي يمكن أن يحدثه معلم واحد على مجتمع بأكمله. كل واحد منهم قد استخدم ما تعلموه من أجل نشر الحقائق الإسلامية بطريقتهم الخاصة, مما يعكس مدى الثراء الثقافي والتوجهات المتنوعة التي خلفها العثيمين وراءه.
هذه القائمة ليست شاملة تماما; فهناك الكثير غيرهم ممن تأثر بهم العثيمين لكن لا يمكن ذكر الجميع هنا. ومع ذلك, فإن تأثير تلامذة العثيمين يشكل جانب مهم جداً من سيرته الذاتية وأسلوبه التربوي. إنها شهادة حية على نجاح نهجه التدريسي وعلى أهمية الاستمرارية في التعليم الديني التقليدي.