الحمد لله، حرم الإسلام الغدر والخيانة ووصفهما بخصال المنافقين. فقد ورد في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أَرْبَعُ خِلاَلٍ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا: مَنْ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ" (رواه البخاري).
كما أكد القرآن الكريم على تحريم الغدر والخيانة، حيث قال تعالى: "الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ" (الأنفال: 56).
وعلى الرغم من جواز الخداع في الحرب لتحقيق الظفر، إلا أن الإسلام حرم الغدر ونقض العهد. فقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "قد بلغني أن رجالاً منكم يطلبون العلج حتى إذا اشتد في الجبل وامتنع يقول: لا تخف فإذا أدركه قتله، وإني والذي نفسي بيده لا يبلغني أن أحداً فعل ذلك إلا ضربت عنقه".
وفي هذا السياق، أكد علماء الإسلام على أن الغدر والخيانة من صفات النفاق العملي، وليس النفاق الاعتقادي الذي يخرج صاحبه عن ملة الإسلام. لذلك، يجب على المسلم أن يتجنب هذه الصفات ويحافظ على الوفاء بالعهد والصدق في الأقوال والأفعال.
والله أعلم.