الأحكام المتعلقة بقص الشعر في الإسلام معقدة ومعروفة بتنوع الآراء الفقهية بين المذاهب المختلفة. بشكل عام، يُقسم شعر الإنسان حسب توجيهات الشرع إلى ثلاث فئات رئيسية:
- شعر محدد للإزالة: هذا يشمل شعر الإبط، شعر العانة، والشوارب لدى النساء والرجال. يمكن إزالتها باستخدام طرق مختلفة بما في ذلك القص. بالنسبة للشوارب عند الرجل، فإن السنة تشير إلى القيام بذلك كل 40 يوم تقريبًا.
- شعر مطلوب تركه: مثل شعر الحواجب ولحية الرجال، ليس هناك إذن بزيارة هذه المناطق سواء بالقَص أو بأي طريقة أخرى.
- شعر ساكت عنه الشارع: مثل شعر الأرجل والساعدين والظهور وغيرها، فهو جائز قصُّه أو تركه بدون مشكلة.
بالنسبة لأحكام قص الشعر للمرأة، لا يوجد نص واضح يحرم ذلك في الدين الإسلامي. يمكن للمرأة قص شعرها لغرض الزينة لزوجها الخاص أو للتخلص من عناء الاهتمام بشعر طويل طالما كانت الظروف مباحة وفق التعاليم الإسلامية الأصلية. إلا أنه هناك حالات خاصة تحظر فيها القص: عندما يتم استخدام تسريحة شعريّة لإظهار الجاذبية أمام الغرباء، أو لتقليد الرجال، أو للتحول نحو أساليب غير مسلمة، أو دون إذن الزوج، أو إذا قام برجل لا علاقة له بها بقص شعرها.
أما بالنسبة لرجل المسلم، فيوجد نهي معروف عن "القزع"، وهو نوع من قص الشعر يتضمن حذف جزء وتخصيص آخر دون نظام منتظم. صنف علماء الدين هذا الأمر ضمن الأنواع المحظورة بناءً على تعليمات النبي محمد صلى الله عليه وسلم الواضحة في هذا الموضوع. بينما تختلف وجهات النظر حول مدى حرمة القزع نفسه، هناك اتفاق شائع بين البعض على أن القيام بهذا التصرف لأسباب مشابهة لتلك المرتبطة بالتقمص الثقافي المسيء يعد أمراً مستهجناً ومحرمًا بموجب القانون الإسلامي بسبب ارتباطه بالحرام الشرعي.
وفي النهاية، تبقى الاستشارة الدينية ضرورية للحصول على فهم صحيح ومتوافق تمامًا لما هو مناسب لكل فرد داخل المجتمع المسلم الكبير والعريض.