الإسلام، باعتباره الدين الأكثر رسوخًا في احترام الإنسان وكرامته، قد منح أولويات واضحة لحماية حقوق الأفراد. هذه الواجبات ليست مجرد "نصوص"، بل هي شرائع حيّة تحث المسلمين على الاعتناء بالأصول الإنسانية الأساسية.
حق الحرية الفكرية والرَأي
يشجع الإسلام بشدة التفكير المستقل والاستدلال العقلي. يمكن لأي فرد أن يعبر عن معتقداته طالما كانت ضمن حدود الأخلاق والإرشادات الدينية. يقول القرآن الكريم في سورة الإسراء (17): "وجادلهم بالتي هي أحسن". هذا يدل على ضرورة النقاش بالحسنى والحوار البناء لتعزيز الأفكار الجديدة وتجنب التعصب العمى. كما يشجع الإسلام على رفض الظلم بكل أشكالِه بدون خوف من السلطات الجائرة.
مساواة الجميع أمام القانون والشريعة
الإسلام يؤكد على التسوية الكاملة بين جميع الناس بغض النظر عن اللون أو الأصل أو الوضع الاجتماعي. الكل سواء عند الله وفق قوله تعالى في سورة الحجرات (49): "إن أكرمكم عند الله أتقاكم". وهذا يعني أنه ينبغي التركيز على الأعمال الصالحة والكفاءة بدلاً من الولادة أو الثروة. بالإضافة إلى ذلك, فإن العمل المناسب والمستدام هو حق مشروع لكافة أفراد المجتمع بما يتماشى مع القدرة والعطاء الشخصي.
العدالة كأساس للنظام الاجتماعي
القضاء العادل والمساواة أمامه هما جزء لا يتجزأ من النظام الاجتماعي الإسلامي. يحق لكل مسلم طلب العدالة تحت حكم الشريعة الإسلامية وحدها. كذلك, يتم التشديد على دور المواطن في الدفاع عن نفسِه ضد الظلم وإزالة العقبات التي تقف في طريق تحقيق العدل.
مصدر الحقوق الإنسانية في الإسلام
مصادر حقوق الإنسان في الثقافة الإسلامية تأتي مباشرة من الوصايا الربانية التي تمتلئ بها كتب الصحاح مثل القرآن والسنة النبوية المطهرة. هذه الأحكام تضمن الاحتفاظ بكرامة الإنسان وعزة النفس بطرق تتفق مع فطرته الطبيعية والأخلاقيات المقترحة بالإرشاد الديني العالمي. خلافا للأوضاع الحديثة، هناك اختلاف كبير حول فهم وممارسة كثير من الحقوق الأساسية المرتبطة بحرية الاختيار الفردي وبشكل خاص تلك المتعلقة بخيارات الحياة الشخصية كالزنى وسائر المنكرات المعروفة والتي نهانا عنها الشرع المطهر بحكمة وفطرة سوية قلوب المؤمنين المتحابين برضا الرحمن سبحانه وتعالى ذو الفنار العظيم.