في هذا الشهر الفضيل، شهر رمضان المبارك، يتجدد عهد المؤمنين مع ربهم، ويتضاعف الأجر والثواب لمن عمل صالحًا. إن الأعمال الصالحة في رمضان لها طعم خاص، فهي تتضاعف وتزداد قيمةً في هذا الشهر الكريم. فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله ﷺ: "إنَّ لِرَبِّكَ عَلَى كُلِّ يَومٍ وَليلةٍ مِنْ رَمَضانَ عَتِيقٌ مِنَ النَّارِ". رواه الترمذي.
إن من أهم الأعمال الصالحة التي يجب على المسلم الحرص عليها في رمضان هي الصيام، الذي هو الركن الثاني من أركان الإسلام. قال الله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون" (البقرة: 183). الصيام ليس مجرد الامتناع عن الطعام والشراب، بل هو تدريب للنفس على ضبط الشهوات والتقرب إلى الله.
كما أن قيام الليل في رمضان له فضل عظيم، حيث قال النبي ﷺ: "من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه". رواه البخاري ومسلم. فقيام الليل هو فرصة للمؤمن للتوبة والاستغفار والتقرب إلى الله بالعبادة.
ومن الأعمال الصالحة الأخرى التي يمكن للمسلم القيام بها في رمضان هي الصدقة، حيث قال النبي ﷺ: "صدقة السر تطفئ غضب الرب". رواه الترمذي. الصدقة في رمضان لها أجر مضاعف، حيث قال النبي ﷺ: "صدقة كل يوم وليلة من رمضان تعدل صدقة سنة". رواه ابن ماجه.
بالإضافة إلى ذلك، فإن قراءة القرآن الكريم في رمضان لها فضل كبير، حيث قال النبي ﷺ: "من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها". رواه الترمذي. ففي رمضان، يفتح الله أبواب الجنة ويغلق أبواب النار، ويصفد الشياطين، فينبغي للمسلم أن يستغل هذه الفرصة لقراءة القرآن بتدبر وتفكر.
وفي الختام، يجب على المسلم أن يتذكر أن الأعمال الصالحة في رمضان لا تقتصر على هذه الأعمال فقط، بل تشمل كل عمل صالح يرضي الله تعالى. فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله ﷺ: "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به". رواه البخاري ومسلم. نسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال في هذا الشهر الفضيل.