تعد احتفالات رأس السنة الهجرية فرصة ثمينة للتجمعات الأسرية وممارسة الشعائر الدينية التي تعزز الروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع المسلم. هذه المناسبة لها طقوسها الخاصة التي تعكس فرح المسلمين بهذا اليوم المبارك. يبدأ يوم عيدي الفطر والأضحى بتلاوة القرآن الكريم والاستماع إلى خطبة عيد مخصوصة تؤكد أهمية هذا اليوم كبداية لعام جديد مليء بالأعمال الصالحة والإيمان القوي. بعد أداء الصلوات الجماعية، يستقبل الناس بعضهم البعض بالتحيات والتهنئة قائلين "تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال".
في جو العيد البهيج، تجتمع العائلات لتناول وجبات شهية تحضيرتها الأمهات والخالات وحتى الأخوات الأكبر سنًا منذ وقت مبكر صباح ذلك اليوم. تشمل قائمة الطعام في كثيرٍ من البلدان العربية المخبوزات التقليدية مثل القطايف بالحليب والمقلوبة والدجاج المشوي بالإضافة إلى الفواكه الموسمية الطازجة والحلويات المتنوعة. يجلس الجميع حول مائدة واحدة تتوسط غرفة المعيشة الكبيرة بينما يتم تبادل الضحكات والنكات أثناء تناول الوجبة.
بعد انتهاء فترة الغداء، يقضي الأطفال ساعات طويلة يلعبون مع أقاربهم ويتبادلون هدايا صغيرة يشترونها بمصاريفهم الصيفية المكتسبة خلال الشهر الماضي باستخدام تقنية تسمى "الكيس"، وهي عبارة عن حقيبة قديمة تُستخدم لنقل الأشياء الصغيرة والتي تستخدم هنا كمكان لحفظ المال الخاص بهم. كما يُسمح للأطفال بحلق شعر رؤوسهم احتفالاً بالعيد مما يعطي لهم شعوراً فريداً بأنهم جزء أساسي من الحفل الكبير للعائلة.
وفي المساء، تبدأ الزيارات للآخرين وتستمر حتى موعد آذان المغرب حيث ينضم جميع أفراد الأسرة مرة أخرى لأداء فرض صلاة العشاء قبل البدء باختيار وجبة الإفطار المعدّة خصيصاً لهذه الليلة السعيدة والتي غالبًا ما تحتوي على أصناف متنوعة كالسمك المقلي والبامية والفطائر المختلفة وأطباق الحساء الشهيرة.
بشكل عام، تعتبر أيام العيد فرصة رائعة لإعادة التواصل مع الأحباب وتعزيز العلاقات داخل نسيج مجتمعي متماسك ومترابط عبر مشاركة اللحظات المبهجة والسعي نحو تحقيق رضا الرب سبحانه وتعالى.