حث الإسلام بشدة على طلب العلم باعتباره ضرورة دينية وأخلاقية. هذا الأمر يعود جذوره إلى القرآن الكريم والسنة النبوية حيث أكدت الأدلة الدينية على مكانة عالية لأصحاب المعرفة والعلم. يقول الله تعالى في كتابه العزيز "يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات"، مما يدل على الثواب الكبير الذي ينتظر أولئك الذين يسعون وراء الفهم والمعرفة.
بالإضافة إلى ذلك، ذكرت السنة النبوية أنه عندما يبدأ المرء رحلة البحث عن العلم، فإن الطريق إليه سيكون ميسراً بإذن الله. كما يشجع الدين الإسلامي على نشر المعرفة واستمرار تأثيرها حتى بعد وفاة الشخص؛ لأن عالم واحد قد يؤثر على حياة الكثيرين عبر أفكاره وتوجيهاته.
ومن منظور شرعي، يعد طلب العلم فرض كفاية للأمة الإسلامية - يعني أنه لو قام البعض بهذا الواجب، فلن تكون هناك مسؤولية أخرى عليهم. ومع ذلك، يمكن اعتبار طلب بعض أنواع العلم واجباً فردياً مثل التعرف على الطقوس الدينية المناسبة قبل أدائها، وهو أمر مطلوب بشكل مباشر لكل مسلم قادر ومدرك.
وللطالب العلم مجموعة من الآداب التي يجب اتباعها لتحقيق أفضل نتيجة ممكنة للحصول على العلم. هذه تشمل: الصدق والإخلاص لله عز وجل، الصبر خلال فترة الدراسة، الابتعاد عن الغيرة والحسد، الاستفادة القصوى من سنوات الشباب، العمل بخوف وخضوع أمام الرب، الزهد في الحياة الأرضية، والممارسة العملية لما تم تعلميه.
هذه التأكيدات ليست فقط دعوة للاستيعاب المعرفي ولكن أيضاً طريقة للحياة والتفاعل بين الأفراد والمجتمع والدين. إنها خطوات نحو بناء مجتمع أكثر علمانية وعقلانية ومتطورة دينياً.