- صاحب المنشور: العنابي بن بكري
ملخص النقاش:
في ظل التطور المتسارع للعصر الحديث واحتياجات المجتمع المتزايدة المتعلقة بالعلوم والتكنولوجيا، تتبنى العديد من المؤسسات التعليمية حول العالم طرق جديدة لتحقيق توازن بين تقديم المعرفة العلمية وتنمية القيم الأخلاقية لدى الطلاب. وفي هذا السياق، تبرز دور الجامعات الإسلامية كمحور مهم في تحقيق هذه الغاية حيث تجمع الجامعات الإسلامية بين المحافظة على قيم الإسلام الأصيلة وبين تجويد المناهج الدراسية لتلبية متطلبات سوق العمل العالمي.
تقليدياً، كانت الجامعات الإسلامية مركزاً ليس للتعلم الأكاديمي فحسب بل أيضاً لتنشئة الأفراد الذين يتميزون بالأخلاق الحميدة والمعرفة الدينية. يهدف هذا النظام إلى إعداد جيل قادر على مواجهة تحديات الحياة العملية مع الحفاظ على هويته الثقافية والإسلامية. اليوم، تعمل هذه الجامعات على تطوير برامجها لتضمين مواد دراسية متنوعة تشمل الفروع الهندسية والطبية وغيرها، مما يتيح لهم الاستفادة من العلوم الحديثة دون تنازل عن الجوانب الروحية والأخلاقية التي تعتبر أساس الوجود الإنساني حسب المنظور الإسلامي.
على سبيل المثال، قد يشمل المحتوى الأكاديمي في جامعات مثل جامعة الأزهر بالقاهرة دروسا في الرياضيات والفيزياء جنبا إلى جانب الدراسة العميقة للشريعة والفقه. بالإضافة لذلك، هناك تركيز كبير على نشر روح التسامح والتعددية وهو جزء أصيل من الرسالة الإسلامية. تُعَدُّ هذه النهضة التعليمية خطوة حيوية نحو بناء مجتمع مستنير ومثقف يحترم حقوق الإنسان ويشارك بنشاط في التقدم الاجتماعي والاقتصادي.
إن التنسيق بين تعليم العلوم الحديثة والقيم الأخلاقية يمكن تحقيقه عبر عدة استراتيجيات منها:
- دمج المواد التقليدية: تضمين المواضيع الدينية والثقافية ضمن الخطط الدراسية الأساسية حتى تكون جزء ثابت ومتكامل من عملية التعلم الكلية.
- التوجيه المستمر: تزويد الطلاب بتوجيهات واستشارات روحية وأخلاقية طوال فترة دراستهم لمساعدتهم على فهم كيف ينطبق إيمانهم بالإسلام على حياتهم اليومية وكيف يساهم ذلك في تقدم البشرية جمعاء.
- البحث المشترك: تشجيع البحوث المشتركة بين مختلف المجالات - سواء أكانت علوم طبيعية أو علوم اجتماعية أو معرفية - بهدف الوصول لفهم أكثر شمولية وقدر أكبر من التأثير الإيجابي للمعرفة على حياة الناس.
- الأنشطة الخارجية: تنظيم زيارات ميدانية لمراكز خدمة المجتمع والبرامج الاجتماعية المختلفة لإعطاء الطلاب رؤية واقعية لأثر أعمال الخير والعناية بالمحتاجين وفق مبادئ الرحمة والتكافل الاجتماعي الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
وفي نهاية المطاف، فإن هدف هذ التصميم الجديد للنظام التعليمي هو إنتاج جيل جديد قائم بذاته وعلى قدر المسؤولية، ملتزم بقيمه ومعارف تخصصه وثيق الصلة بقضايا وطنه وعليه عبء نقل رسالة السلام والحكمة للعالم اجمع استنادًا الى دعائم ديننا الحنيف الذي يدعو الى حسن التدبير والاستغلال الأمثل لما منح الله للإنسان من موهبةٍ وفكر ومنصبٌ سياديٌ فى الأرض مقدماً مثالاً حيًا علي كيفية توضيح الحقائق بطريقة علمیة وفلسفیّة عمیقة مبنیة علی اساس شرعي واضح وصريح یصاحبہ منطقی رحیم تجاه کل مخالف للحقيقة.