الشيخ أبو محمد عبد الله بن أسعد اليافعي، أحد أبرز الشخصيات المؤثرة في التاريخ الإسلامي، يعتبر من أبرز المؤرخين والفقهاء المسلمين في القرن العاشر الهجري. ولد اليافعي في مدينة صنعاء اليمنية عام 875 هـ الموافق لعام 1470 ميلادي، ونشأ في بيئة علمية غنية، حيث تلقى تعليمه الأولي في مسقط رأسه قبل أن يسافر إلى الحجاز حيث أكمل دراسته الدينية.

كان اليافعي عالمًا متعدد المواهب، حيث برع في مجالات متعددة مثل التاريخ والفقه واللغة العربية. من أشهر مؤلفاته "مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة ما يعتبر من حوادث الزمان"، وهو كتاب تاريخي موسوعي يغطي فترة طويلة من التاريخ الإسلامي. كما ألف كتاب "الدرة المضية في معرفة الأئمة الحنفية" الذي يعد مرجعًا مهمًا في الفقه الحنفي.

بالإضافة إلى مؤلفاته، كان اليافعي معروفًا بقدرته على التحليل النقدي للأحداث التاريخية، حيث كان يعتمد على مصادر موثوقة ويقوم بتحليلها بعناية. هذا النهج جعل منه مؤرخًا موثوقًا به بين العلماء والمؤرخين.

توفي اليافعي في مدينة صنعاء عام 961 هـ الموافق لعام 1554 ميلادي، تاركًا وراءه إرثًا علميًا غنيًا أثّر في مجالات متعددة من المعرفة الإسلامية. إن مساهماته في التاريخ والفقه جعلت منه شخصية بارزة في تاريخ الإسلام، ويبقى اسمه رمزًا للتميز العلمي والتفاني في خدمة الدين.