- صاحب المنشور: تغريد البوزيدي
ملخص النقاش:
في العصر الرقمي الذي نعيشه اليوم، أصبح الإنترنت جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية. بالنسبة للأطفال والمراهقين، الذين غالبًا ما يعتبرون "أبناء الجيل الرقمي"، يمكن أن يكون التأثير واسع المدى. بينما توفر المنصات عبر الإنترنت فرص التعلم والتواصل الاجتماعي، قد تتسبب أيضًا في مخاطر صحية نفسية غير مرئية.
التحديات الصحية النفسية المرتبطة بالإنترنت:
- الإدمان والقلق: يمكن أن يؤدي الاستخدام الزائد للإنترنت إلى حالة مشابهة للإدمان، حيث يعاني الأفراد من القلق الشديد عند عدم وجود اتصال بالشبكة. هذا النوع من القلق ليس مقتصراً على البالغين فحسب؛ فالأطفال والمراهقون أيضا معرضون له. الدراسات تشير إلى أن هؤلاء الفئات العمرية أكثر عرضة لتطوير مشاعر القلق بسبب الحاجة المستمرة للتواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو الألعاب الإلكترونية.
- الصحة العاطفية: استخدام الإنترنت بكثرة يمكن أن يزيد من الشعور بالعزلة الاجتماعية حتى وإن كان الشخص متصل رقميا دائما. الأطفال والمراهقون غالبا ما يشعرون بأنهم أقل ارتباطا بأصدقائهم وعائلاتهم عندما يقضون وقت طويل أمام الشاشة. بالإضافة لذلك، تعرض المحتويات العنيفة أو المسيئة عبر الإنترنت قد تسبب الضيق النفسي والعاطفي لدى هؤلاء الشباب.
- النوم والراحة: الإفراط في استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم قد يتداخل مع دورة النوم الطبيعية ويؤثر سلبا على جودة نوم الطفل أو المراهق. نقص الراحة الكافية يساهم في زيادة مستويات التوتر والإجهاد، مما يؤثر بدوره على الحالة النفسية العامة للشخص.
- سلامة البيانات الشخصية: هناك أيضاً المخاوف المتعلقة بسرقة المعلومات الشخصية واستغلالها بدون إذن. هذه المشكلة مرتبطة مباشرة بصحتك النفسية لأن الخوف من الاحتيال أو التنمر الإلكتروني يمكن أن يخلق شعوراً بالتوتر والرعب الدائم.
الحلول المقترحة:
لتخفيف تأثيرات الانشغال الرقمي على الصفاتية النفسية، يُوصَى باتباع بعض الخطوات العملية:
* وضع حدود زمنية لاستخدام الإنترنت وتطبيق قوانين واضحة حول الوقت المناسب لهذا الاستعمال داخل الأسرة.
* تعزيز العلاقات الأسرية خارج نطاق العالم الافتراضي - قضاء وقت أكبر مع أفراد الأسرة في نشاطات ممتعة وممارسة الرياضة وغيرها من الهوايات التي لا تحتاج الإنترنت كوسيلة رئيسية للاستمتاع بها.
* تقديم تعليم رقمي شامل يستهدف فهم أفضل للمخاطر المحتملة وكيفية حماية الذات منها بطرق فعالة وآمنة.
* دعم الخدمات الطبية والنفسية المحلية للمساعدة في التعامل مع أي آثار سلبية محتملة نتيجة الاعتماد الكبير على الشبكات الرقمية.
في النهاية، رغم كل السلبيات المحتملة، يبقى الإنترنت أداة ثورية مهمّة لدعم التعليم والتفاعل الثقافي والفكري بفضل القدرة على الوصول العالمي للمعلومات والثروة المعرفية الهائلة الموجودة عليه حاليًا. لكن الأمر الأكثر أهمية هو تحقيق توازن صحي بين الحياة الواقعية والحياة الرقمية لحماية الصحة النفسية لكل فرد خاصةً الأطفال والشباب منهم.