حكم قطع صلة الرحم عند الضرر: دراسة شرعية

الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وجعلنا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم. إن صلة الرحم من الفضائل العظيمة التي حث عليها الإسلام، حيث أمر الله تعالى بصلة ال

الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وجعلنا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم. إن صلة الرحم من الفضائل العظيمة التي حث عليها الإسلام، حيث أمر الله تعالى بصلة الرحم ونهى عن قطعها. قال تعالى: "وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا" (النساء: 36). وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم على أهمية صلة الرحم، حيث قال: "ليس الواصل بالمكافئ، إنما الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها". (رواه البخاري)

ومع ذلك، هناك حالات قد يترتب على صلة الرحم ضرر محقق، وفي هذه الحالة لا تكون صلة الرحم واجبة. قال الحافظ أبو عمر بن عبد البر: "أجمعوا على أنه يجوز الهجر فوق ثلاث، لمن كانت مكالمته تجلب نقصاً على المخاطب في دينه، أو مضرة تحصل عليه في نفسه أو دنياه". (الاستذكار)

ومن الأمثلة على ذلك ما ذكره السائل في سؤاله، حيث يخشى من أن تؤدي صلة أقاربه إلى ضرر محقق على نفسه أو على أولاده. وفي هذه الحالة، يجوز له قطع صلتهم بما لا يعود عليه أو على أولاده بالضرر. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لئن كنت كما قلت، فكأنما تسفهم المَلَّ، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك". (رواه مسلم)

ومن المهم أن نلاحظ أن قطع صلة الرحم يجب أن يكون في حدود الضرورة، وأن يكون بعيداً عن الإساءة أو الظلم. كما يجب على المسلم أن يحاول جاهداً تجنب قطع صلة الرحم، وأن يبحث عن طرق بديلة لصلة أقاربه دون أن يتعرض للضرر.

وفي الختام، يجب على المسلم أن يتذكر أن صلة الرحم فضيلة عظيمة، وأن قطعها من الكبائر. ولكن في حالات الضرورة، يجوز قطع صلة الرحم بما لا يعود بالضرر على المسلم. نسأل الله أن يوفقنا جميعاً لصلة الرحم وبر الوالدين.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات