يُعد اتباع الهوى من أخطر الأمور التي قد تؤدي إلى الضلال والانحراف عن طريق الحق، وقد حذرنا الله تعالى في كتابه العزيز من عواقب هذا الطريق. يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الأنعام: "وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" (الأنعام: 153).

كما حذرنا الله تعالى في سورة ص من عواقب اتباع الهوى، حيث يقول: "يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ" (ص: 26).

ويؤكد الله تعالى في سورة الجاثية على أهمية اتباع الشرع الحنيف وعدم اتباع الهوى، حيث يقول: "ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَآءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ" (الجاثية: 18).

وفي سورة البقرة، يبين الله تعالى أن الهوى يؤدي إلى الضلال والانحراف، حيث يقول: "إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ما أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين" (البقرة: 26).

ومن الجدير بالذكر أن كلمة "الهوى" عند إطلاقها لا تدل إلا على إعوجاج، وقد ورد ذم الهوى في كثير من المواضع في القرآن الكريم. ومع ذلك، فإن الحديث الشريف الذي رواه عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم يؤكد على أهمية اتباع الشرع الحنيف وضبط الهوى، حيث قال: "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به". وهذا الحديث الشريف يؤكد ما وردت به الآيات من ذم اله