كان الصحابة رضوان الله عليهم يحرصون على استقبال عيد الفطر بروح من الفرح والسرور، مع الالتزام بالأدب والتعاليم الإسلامية. فقد كانوا يبدأون يوم العيد بالتهنئة بالعيد، حيث كان يقول بعضهم لبعض: "تقبل الله منا ومنك". كما كانوا يحرصون على التكبير في أيام العيدين، وفقًا لما ورد في القرآن الكريم: "ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون" (البقرة: 185).
كان الصحابة أيضًا يحرصون على التجمل للعيد، حيث روى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه اشترى جبة من استبرق لتجمّل بها للعيد، لكن النبي صلى الله عليه وسلم نصحه بأن هذه اللباس لمن لا خلاق له. ومع ذلك، فقد كان للنبي صلى الله عليه وسلم جبة يلبسها للعيدين ويوم الجمعة، كما كان ابن عمر رضي الله عنه يلبس للعيد أجمل ثيابه.
ومن التقاليد التي اتبعها الصحابة في عيد الفطر الذهاب إلى الصلاة من طريق والعودة من آخر، كما روى جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك. وقد اختلف العلماء في حكمة هذا الفعل، لكنهم اتفقوا على أنه من شعائر الإسلام وإظهار ذكر الله.
بالإضافة إلى ذلك، كان الصحابة يحرصون على إظهار الفرح والسرور في عيد الفطر، دون أن يتجاوزوا حدود الأدب والتعاليم الإسلامية. فكانوا يبتعدون عن الزينة إذا خرجن للنساء، ويحرم على من أرادت الخروج أن تمس الطيب أو تتعرض للرجال بالفتنة.
بهذا، نرى أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يجمعون بين الفرح والسرور في عيد الفطر مع الالتزام بالأدب والتعاليم الإسلامية، مما يعلمنا أهمية الجمع بين الفرح والعبادة في حياتنا اليومية.