الإسلام، هذا الدين العظيم الذي يقدم نظرة شاملة للحياة والموت والحياة بعد الموت، ينظر إلى ظاهرة "الإسقاط النجمي" بتمعن ودراسة عميقة. هذه الظاهرة التي تُعرف أيضًا باسم سفر اليقظة، هي تجربة روحية يُزعم فيها أن الشخص يستطيع مغادرة جسده الفعلي وتجربة عالم آخر خارج نطاق الواقع اليومي.
بالنظر إلى النصوص القرآنية والسُّنة النبوية، يمكن القول إن مفهوم الإسقاط النجمي محاط بالغموض والتأويلات المتعددة. ففي الحديث القدسي، ورد ذكر الله سبحانه وتعالى أنه يقول: "أنا عند ظن عبدي بي". وهذا يدل على القدرة الإلهية على التواصل مع العبد حتى وإن كانت روحه قد غادرت الجسد. بالإضافة إلى ذلك، تشير العديد من القصص التاريخية والأحاديث الشريفة إلى حالات مشابهة لما يعرف بالإسقاط النجمي، مثل قصة النبي موسى عليه السلام عندما استيقظ وجد نفسه فوق جبل الطور بينما كان جسده ملتبساً بالنوم.
من منظور إسلامي، فإن هذه التجربة الروحية تعكس قوة الروح وارتباطها بالقوة الخلاقة للإله الواحد. ومع ذلك، ومن المهم التأكيد على ضرورة عدم الانخراط في مثل هذه التجارب بشكل عشوائي أو غير مرغوب فيه دينيًا. الإسلام يشجع على التفكر والتقرب إلى الله عبر الوسائل المشروعة والأفعال المستقيمة. لذلك، يجب التعامل مع الإسقاط النجمي بحذر، والنظر إليه كجزء من الرحلة الروحية تحت توجيه العقيدة والإرشادات الشرعية.
في النهاية، يبقى الإسقاط النجمي لغزًا يحتاج إلى المزيد من البحث والفهم داخل إطار العقيدة الإسلامية. فهو يعكس عمق فلسفة الإسلام تجاه الحياة الآخرة والعلاقة بين الجسد والروح والقوة الغيبية لله عز وجل.