التسامح والعفو من السمات البارزة في الإسلام، حيث حث الدين الإسلامي على التسامح والصفح عن المخطئين، ورتب على ذلك الخير الكثير والثواب الجزيل عند الله تعالى. يقول الله تعالى في القرآن الكريم: "وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَن عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ" (الشورى:40). كما أكد النبي صلى الله عليه وسلم على فضل التسامح والعفو في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة.
يعتبر التسامح خلقًا رفيعًا لا يصل إليه إلا الصابرون، وهو ما أشار إليه القرآن الكريم بقوله: "وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ" (فصلت:34-35). ويعد العفو عن المخطئين من صفات الذين أعد الله لهم جنة عرضها السماوات والأرض، كما قال تعالى: "وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" (آل عمران:134).
إن التسامح في الإسلام لا يقتصر على الإنسان فقط، بل يمتد ليشمل الحيوان والنبات والكون كله. فالإسلام دين التسامح والرحمة، حيث قال الله تعالى: "لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ" (البقرة:256)، وقال تعالى: "لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ" (الممتحنة:8).
وفي المقابل، فإن عدم التسامح قد يؤدي إلى المحاذير الشرعية، مثل الكراهية والبغضاء والشحناء والتنافر والشح والظلم والبغي والتناحر والتقاتل. لذلك، فإن التسامح هو